22.21°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
27.22°غزة
22.21° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة27.22°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

فلسطيني في الكويت

00
00
وسام عفيفة

لفت الانتباه خبر نشر مؤخرا عنوانه: "بعد 25 عاما. الكويت تسمح للفلسطينيين بالالتحاق بالوظائف الحكومية"، وقبل الخوض في التفاصيل قفزت مجددا صورة الفلسطيني اللاجئ المغترب والمجتهد الذي ترك بصمته في تنمية وتطور دول عربية خصوصا الخليجية منها، ليس لأنه بحاجة للتشغيل أو الإعانة والصدقة، بل لأنه من اذكى شعوب المنطقة بشهادة العدو الإسرائيلي الذي قدر قيمته وأجبره مستغلا عوزه المشاركة في الحركة العمرانية والزراعية والصناعية الواسعة في دولة الاحتلال منذ العام 1967.

الكويت من بين الدول التي لها تاريخ مميز مع الفلسطيني المغترب، بل شكلت أول حاضنة لانطلاق الجيل الأول الذي قاد الثورة الفلسطينية وأسس حركة فتح، مرورا باحتضان القيادة الأولى لحركة حماس في الخارج.

حتى الرواية الفلسطينية التي تناولت اللجوء والاغتراب اعتمدت الكويت نموذجا باعتبارها كانت تمثل قبلة الباحثين عن مكان تحت الشمس في فترة الستينات والسبعينات.

 في رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس"، حيث الحقائق السياسية والاجتماعية التي تميز الشعب الفلسطيني في فترة حرجة في تاريخه، يشرح الأبطال الثلاثة في الرواية لماذا اختاروا هذا الطريق إلى الكويت؛ ثلاثتهم جاهدوا لتقديم ما تصوروا أنه سيكون بمثابة الاستقرار والسعادة، وأحدهم جعل طريقه إلى الكويت كأنها حلم أو خيال.

 في تفاصيل الخبر الصحفي الجديد يتضح انه طرأ تقدمٌ كبير بشأن الفلسطينيين حملة وثائق سفر الدول العربية المقيمين في الكويت، تمثل في الموافقة على التحاقهم بالوظائف الحكومية بعد 25 عاما من قرار وقف التعامل الحكومي معهم بسبب موقف منظمة التحرير من الغزو العراقي للكويت.

كما اعترفت الكويت جزئيا بجواز السفر الفلسطيني وسمحت لحامليه بالحصول على إقامات سنوية كغيرهم من الجنسيات المقيمة في البلاد.

ويجري بحث آلية استقدام معلمين من الضفة الغربية وقطاع غزة والسماح بحصولهم على إقامات قانونية والتمتع بكافة حقوق المقيمين في الكويت.

الخطوة بمثابة لمسة وفاء للفلسطيني الذي عمل وعلّم وخرّج أجيالا من شعب الكويت، وفاءً يتجاوز الجرح الذي أصاب الأمة، والفلسطينيون يقفون على أطلال ذكرياتهم في بلد عاشوا في خيراته.