يجمع بين حجارته تاريخا امتد لأكثر من قرن، وحلما يتطلع لسنوات قادمة من الثبات والصمود، يحاول أن يجمع شتات الأمس بالحاضر والمستقبل؛ ليعلن أن الأبنية العتيقة والحديثة هي سلسة متصلة لن تعمل فيها يد التهويد والاستيطان.
يقف فندق الإعمار lamar hostel بإطلالة ساحرة على بلدة الخليل القديمة، فقد استنهضته عملية ترميم نفذتها لجنة الإعمار في الخليل على مدار سنتين بتمويل من "الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي و الاجتماعي" إضافة لمؤسسة "التعاون"، حيث بذلت جهود مشتركة بين لجنة إعمار الخليل واتحاد مسار إبراهيم لتحويل مبنى عائلة الشريف التاريخي إلى نزل سياحي في قلب المدينة.
أميرة الشرباتي إحدى القائمين على إدارة النزل تقول بأن تاريخ البناء: "يعود لأكثر من 150 عام"، وهو يقع في مواجهة: تل الرميدة وشارع الشهداء، إضافة للنقطة الاستيطانية المسماة " بيت هداسا" أو " الدبويا" كما هو متعارف على تسميتها محليا، كما يشرف بمشهد مذهل على المسجد الإبراهيمي الشريف وأجزاء كبيرة من قلب المدينة التاريخي.
ومن حيث الفئة التي يستهدفها الفندق توضح الشرباتي أن الفندق يستقطب المتضامين والسياح الأجانب والسكان المحليين، للمحافظة على الروح الفلسطينية في المنطقة والحفاظ على ابنيتها من الزحف السرطاني الاستيطاني.
وتضيف الشرباتي:" فكرة المكان تقوم على تعريف النزلاء بتاريخ المدينة وفلسطين عموماً، حيث يتم عرض صور وأفلام، أو حتى تسيير حملات تعريفية، بكل ما في المدينة وخصوصا المجازر كمجزرة المسجد الإبراهيمي ، ويهدف المشروع إلى إحياء المنطقة ومحاربة المشاريع الاستيطانية من جهة، كما يهدف إلى إنعاش الوضع الاقتصادي بالفندق وما حوله".
عماد حمدان رئيس لجنة إعمار الخليل، كان قد صرح في مقابلة صحفية أن سوق الوكالة كان العنوان الأول لهذا الفندق، لكن الاحتلال أوقف العمل به، وبالتالي تم اختيار مبنى " الشريف" لتنفيذ المشروع، مضيفا بأن تحديا كبيرا واجه الطاقم الهندسي، وذلك لتحويل المبنى من منزل إلى فندق، مما استلزم توفير بعض العناصر مع الحفاظ على تراثية المكان".
الفندق الذي يعمل بطاقة استيعابية حالية تبلغ ثماني غرف، يسعى في القريب إلى افتتاح أربع غرف إضافية، فيما يطمح القائمين عليه في توسعة أكبر في البناء.