تكررت الشهادات في الآونة الأخيرة على تعرض المعتقلين السياسيين داخل زنازين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية، للتعذيب والضرب المبرح، إضافة إلى الشبح لساعات طويلة بل لأيام، على خلفية نشاطهم المقاوم ضمن فعاليات الانتفاضة.
فقد تحدث المهندس علاء الأعرج في مقابلة مع قناة الأقصى، بُعيد الإفراج عنه من سجون الأجهزة الأمنية، وقبل اعتقاله على يد قوات الاحتلال بساعات؛ عن بعض ما يلاقيه المعتقلون السياسيون في زنازين الأجهزة الأمنية من تعذيب وإهانة ومعاملة سيئة.
وأشار الأعرج إلى أن الحد الأدنى الذي قد يتعرض له المعتقل السياسي في سجون السلطة، وجوده داخل زنزانة بعرض 90 سم وطول 180 سم، فيما تخلو من الشبابيك، ويكون الخروج منها فقط في وقت الصلاة أو حين التوجه للتحقيق.
وتابع "بينما وصل الأمر عند بعض المعتقلين السياسيين لأن يتعرضوا للشبح والتعذيب والضرب والنوم على الأرض دون فرشة وقت البرد مع نزع ملابسهم الثقيلة، عدا عن إجبارهم على السهر لفترات طويلة".
يضاف إلى ذلك كله؛ كما يقول الأسير المهندس الذي أضرب عن الطعام لمدة 18 يومًا داخل زنازين السلطة للمطالبة بالإفراج عنه، "غياب أي قانون من شأنه أن يحكم حالة الاعتقال التي يقع في شباكها المعتقل، إذ لا يتم الالتزام بالقرارات القضائية التي تصدر من محاكم السلطة خاصة تلك المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين لعدم وجود حجة قانونية تسمح باستمرار اعتقالهم، لكن الأجهزة الأمنية ترفض باستمرار الإفراج عنهم رغما عن قرارات المحاكم".
تعذيب .. لفك لغز الاختفاء
الشهادة الأخرى والأحدث التي وثقت حالات التعذيب في سجون أجهزة السلطة، هي ما كشف عنها محامي مؤسسة الضمير أنس البرغوثي، الذي أكد في تصريحات صحفية تعرض الشبان الثلاثة باسل الأعرج وهيثم سياج ومحمد حرب للتعذيب خلال التحقيق المتواصل معهم لدى أجهزة السلطة.
ونقل المحامي عن المعتقلين الثلاثة تعرضهم خلال التحقيق للضرب والشبح والشتم والتهديد، وهو ما تم تثبيته في محاضر الاستجواب في النيابة العامة على حد تعبيره، فيما تم تمديد اعتقالهم لمدة 15 يوماً لاستكمال التحقيق.
خدمةٌ للاحتلال
من جانبه، أكد وزير الأسرى السابق المهندس وصفي قبها أن اعتقال المجاهدين والمناضلين الشرفاء ليست مسألة ضيافة ولا لتكريمهم لأصالة انتمائهم وعطائهم وتميزهم؛ وإنما لامتهان كرامتهم، وإذلالهم وانتزاع الاعترافات منهم خدمة لأمن وسلامة من يحتل الأرض الفلسطينية ويصادرها ويقتل أبناء الشعب ويزج بهم في عتمة السجن وخلف القضبان.
وأكد قبها في تصريح له، أن ما يتعرض له المعتقلون السياسيون في زنازين الأجهزة الأمنية يعكس "الوحشية التي يتعامل بها أبناء جلدتنا مع الشرفاء والأطهار"، مشيرا إلى أن هذه الأساليب اللاإنسانية أزهقت أرواح ثلة من أطهار هذا الشعب الصابر من أمثال مجد البرغوثي، وكمال أبو طعيمة، وهيثم عمرو، ومحمد الحاج، وفادي حمادنة.
وشدد المهندس على أن شهادات المعتقلين الجديدة تُضاف إلى كومة كبيرة وضخمة من الشهادات الحية على لسان من تعرض للتعذيب؛ تُعري السلطة التي باتت أجهزتها تشكل عبئاً كبيراً على واقع الحقوق والحريات في الشعب الفلسطيني.
وتابع "وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للوقوف على حجم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وعدم إنفاد القانون واحترام مؤسسة القضاء".
كما طالب قبها ممثلي الشعب من أعضاء التشريعي والفصائل والمؤسسات الحقوقية بضرورة التحرك السريع لوقف تلك الانتهاكات والممارسات التي تزيد من أعباء الشعب الفلسطيني الذي حرمه الاحتلال وجرده من حريته وحقوقه.