بعث الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين - رسالةً مفتوحةً إلى جماعة الإخوان المسلمين، طالبهم فيها بعدم تبنِّي موقف معين خلال الانتخابات الرئاسية، بحيث يتركون الفرصة للشباب والأفراد للتوجه حسب ضمائرهم. وقال الشيخ القرضاوي: "الصوت الانتخابي أمانة وشهادة، يقوم بها الإنسان لله سبحانه وتعالى ابتغاء مرضاته، ولعدم إحداث فتنة بين صفوف الجماعة، كذلك عدم استخدام سلاح الضغط أو التهديد بالفصل تجاه من يجتهد في التصويت إرضاء لضميره". ودعا القرضاوي في رسالته إلى تبني رؤية للتوفيق بين المرشحين الإسلاميين حول مرشح واحد، وأن يكون الآخرون نوابًا للمرشح الذي يتم التوافق عليه، وذلك في مواجهة فلول النظام السابق الذين أعلنوا ترشحهم للانتخابات الرئاسية.أخرهم عمرو سليمان وزير المخابرات السابق والذي عينه مبارك نائبا له قبل خلعه. ونصح رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الجماعة بعدم ترشيح أحد من صفوفها لمنع تفتيت أصوات الإسلاميين، وأن تتبنى مرشحًا تراه أقرب لفكرها وأهدافها، وأن الجماعة عليها إعادة من فصلتهم سواء من القيادات أو الشباب الذين أعلنوا الترشيح أو أيدوا مرشحين، في إشارة إلى د.عبد المنعم أبو الفتوح وحملته. وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد أعرب عن قناعته بأن المرشحين الإسلاميين هم الأولى برئاسة الجمهورية في مصر. وشدد على وجوب اختيار الناخب للمرشح الذي يدعو إلى الإسلام ويطبقه وأن يكون داعيًا إلى الإسلام الوسطي الأكثر تيسيرًا على الناس في أمورهم وليس الإسلامي المتشدد العنيف، وأن يكون أكثرهم فهمًا للإسلام وتحريضًا على الخير وأكثر مقربة من الناس، مشيرًا إلى أن بعض الإسلاميين أولى من غيرهم بهذا المنصب، ودعا إلى المقارنة بين المرشحين بعضهم وبعض؛ لاختيار الأفضل والأصلح. وأوضح القرضاوي أنه أجاب على بعض المصريين المقيمين بقطر الذين سألوه عن المرشح الذي يختارونه، بأن يعطوا صوتهم لـ"القوي الأمين"، الذي يطبق الإسلام المعتدل، مؤكدًا أن التصويت سيسأل عنه الجميع، وأشار إلى أن هناك بعض المرشحين يتظاهرون بالدعوة إلى الإسلام ولكنهم "يضحكون على الناس". ورأى أن ما يتردد حول الخطورة على البلاد في حال انتخاب رئيس جمهورية إسلامي - بعد سيطرة الإسلاميين على مجلسي الشعب والشورى - لا ينطبق على الوضع في مصر، وأن الشعب المصري لا يخشى الإسلاميين بل على العكس فإنه يرحب بهم. وقال القرضاوي في لهجة شديدة الحدة: "أنت المسئول عن صوتك ضعه حيث ترى، اختر من هو قريب لأداء الأمانة والتسامح، اختر القوي الأمين الأكثر إشفاقًا على الضعفاء". وأعلن القرضاوي في وقت سابق عن تأييده للمرشح الرئاسي المحتمل عبدالمنعم أبوالفتوح؛ لأنه الأصلح لقيادة البلد في الفترة المقبلة لرؤيته الواضحة؛ ولأنه رجل سياسي من الطراز الأول، داعيًا جماعة الإخوان المسلمين لدعمه. وقال القرضاوي في حواره مع الداعية الإسلامي صفوت حجازي في برنامج "البعد الثالث" عبر قناة النهار: "أبوالفتوح يعتبر الأقرب والأنسب بالنسبة لباقي المرشحين الآخرين، إضافة إلى قدرته على تحمل المسئولية، وإدراكه لمشاكل مصر؛ كما أنه عمل بالتطوع في إغاثة المسلمين في العالم الإسلامي". وأضاف القرضاوي: "في إحدى الجلسات التي عقدتها مع قيادات في الجماعة للحديث عن دعم أبوالفتوح قلت للإخوان: يجب أن تدعموه في الإعادة لو دخلها. فقالوا: لم نقرر موقفنا من مرحلة الإعادة بعد. ولكن تحدثت مع عدد منهم لدعمه، وإن شاء الله الأمور ستنصلح بينهم". وأردف الشيخ القرضاوي: "على الإخوان أن يراجعوا رأيهم ويدعموه؛ لأنه صاحب فكر إسلامي متميز، ولأنه رجل المرحلة وفيه صفات الرئيس الكفء".