نقف على نهاية الموسم الرياضي الحالي، وتستعد الأندية الفلسطينية بالضفة والقطاع لخوض صراع مرير لاستقطاب أبرز النجوم وتعزيز جوانب النقص التي ظهرت في صفوف الأندية.
وتفتقر بعض إدارات الأندية المحلية لرؤية استراتيجية في التعاقد مع اللاعبين لاسيما أندية الضفة المحتلة، الذي تضم في كل موسم عددا كبيرا من فلسطينيي الداخل المحتل عبر وسطاء أو سماسرة أو اعلاميين دون مشاهدتهم على أرض الواقع.
ويبدو الأمر غريبا بعض الشيء بالنظر إلى فرق تنخرط في دوري احتراف كامل منذ 6 سنوات تقريباً، ولكن عندما ترى أبطالاً للمسابقة المحلية تصارع على الهبوط أو هبطت فعلا لمصاف الدرجة الأولى يجب أن تسلم بالقضية.
غياب الإدارة المهنية
عضو مجلس إدارة نادي شباب الظاهرية عواد مليحات، قال في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أنه ينظر إلى أن الإدارة الناجحة يجب أن تبني خططها وفق رؤية صحيحة وهذا ما تعتمده مؤسسة الغزلان في جلب اللاعبين.
وأضاف مليحات أن إدارة الظاهرية لا توقع مع أي لاعب قبل تفحص سيرته الذاتية وحاجة الفريق إلى جهوده، مبيناً أن الناظر لتركيبة الظاهرية منذ سنوات يجدها زاخرة بالنجوم اللامعة.
وأكد أن الاعلام المحلي يعطي اللاعب في بعض الأحيان أكبر من حجمه وعطائه داخل الميدان، لافتا إلى أن الترويج الإعلامي ربما يكون مبني على مصلحة مشتركة بين اللاعب والإعلاميين أو بدون قصد.
وأثنى مليحات على التغطية الإعلامية في فلسطين للمسابقات الرياضية، مشيراً أنها تفوق كثير من الدول العربية وحققت إنجازات ملموسة محليا ودولياً.
حلقة وصل
من جهتها، أوضحت الإعلامية المصرية نرمين ماهر، أن الاعلام يلعب دوراً قوياً في تسويق اللاعبين كونه حلقة الوصل بين الإدارات واللاعبين والجماهير.
ونوهت ماهر في حديثها لـ"فلسطين الآن" أنها من خلال اطلاعها على الدوري الفلسطيني في الضفة وغزة ترى أن الاعلام يلعب على وتر نفسية اللاعب، في ظل الظروف التي تعيشها الرياضة الفلسطينية.
وبينت أن اللاعب الفلسطيني يتعرض لكافة أنواع التضييق والحصار وهو ما يدفعه إلى ترويج نفسه عبر الاعلام من أجل استكمال مشواره الرياضي والبحث عن عروض وفرص أخرى.
وشددت ماهر على أن الاعلام بشكل عام يستطيع أن يرفع أسهم لاعب إلى أعلى الدرجات، ومع أول هفوة يشكل ضغط عليه قد يؤثر على مستواه البدني والنفسي.
وأصبح اللاعب يستغل الإعلام لتسويق نفسه مع بدأ فترات الانتقالات والتعزيزات مما يضع علامات استفهام على أداء الإعلام الرياضي في الآونة الأخيرة، ويدفعنا لطرح أسئلة عديدة، ربما لن تجد لها في أغلب الأحيان إجابات شافية.
أمثلة حقيقية
بدوره لفت اللاعب المجرب أمين شحادة إلى أن الاعلام يلعب دوراً رئيسياً في تحديد وجهة اللاعب بدوري الوطنية موبايل للمحترفين، وله في ذلك عدة أمثلة.
وأكد شحادة أن أندية المحترفين لم تكن تعلم شيئاً عن المدرب إبراهيم منصور لولا أن عدسات الإعلاميين تركزت حوله، لتتصل به أغلبية الأندية ليختار أهلي الخليل في نهاية المطاف.
وقال شحادة في حديثه لـ"فلسطين الآن": "إن شئنا أم أبينا فإن الاعلام المحلي يتحكم برغبات الأندية الفلسطينية نظراً لقلة وجود الكشافين والمختصين في جلب اللاعبين من الداخل المحتل".
ويرى شحادة أن غياب الإدارات المهنية هي أحد أسباب الاعتماد على وسائل الإعلام في التعاقد مع اللاعبين، خاصة مع حمى موسم تنقلات اللاعبين بين الأندية المختلفة.
وتفتح هذه القضية المجال أمام وجهات النظر التي ترى في الإعلام سيفاً مسلطاً على هفوات الأندية، وأخرى تراه عاملا مساعدا في نجاح المسابقات الرياضية المحلية.