في هذه الأوقات من كل عام، ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر يشهد قطاع غزة أزمة الفكة للعملة النقدية والتي باتت ظاهرة تؤرق الغزيين.
ويلقي المواطنون باللوم في احتكار الفكة على التجار الكبار، الذين يجمعون الفكة قبل بدء شهر رمضان، ويحدثون هذه الأزمة حتى ينتهي موسم العيد، فالعديد من المحال التجارية أصبحت تشترط وجود الفكة لإتمام عملية البيع و الشراء مع الزبون.
المواطنون يشتكون
عدد من المواطنين عبروا عن استيائهم الشديد لتصرفات بعض التجار الذين يحتكرون الفكة ويحدثون الأزمة، في ظل ما يعيشه القطاع من أزمات أخرى.
"ذهبت إلى السوق لأشتري مقتضياتي فكان معي مبلغ "100شيقل" أردت شراء بعض الخضروات والفواكه فرض التاجرالأول أن يفك المبلغ، وكذلك التاجر الثاني". بهذه الكلمات بدأ المواطن محمد خالد حديثه ل"فلسطين الآن".
وأشار إلى أن عدم وجود الفكة يشكل مشكلة كبيرة لديه كما الكثير من المواطنين، و خصوصاً في شهر رمضان، حيث تغيب فيه الفكة نهائيا حتى ينتهي موسم الأعياد.
حال المواطن محمد لم يختلف كثيراً عن الطالب الجامعي "عبد الله عبد الرحمن" حينما اشترط عليه سائق المركبة تحضير الفكة قبل الركوب في السيارة، قائلاً: "إنه أصبح يحضر الفكة يومياً لعدم الوقوع في مشكلة مع السائقين ولتسيير أمور حياته الأخرى بسرعة".
تجدر الإشارة إلى أن العملة المتداولة منذ خمسة وأربعين عاماً في الأراضي الفلسطينية هي العملة الإسرائيلية (الشيقل) التي حلّت بديلًا للجنيه المصري الذي انتهى تداوله بين السكان عقب الحكم المصري للقطاع.
أسباب متعددة
واعتبر المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن من أهم أسباب أزمة الفكة هي عدم إدخال الجانب الإسرائيلي كميات كبيرة من النقود فئة (5 -10 -20) شيقل، وكذلك تخزين عدد من المواطنين والتجار والقيام بإخفاء الفكة نظراً لزيادة حركة البيع والشراء ورغبة منهم في تسهيل مهامهم التجارية.
كما أشار المدللة في حديثه أن من الأسباب أيضاً هي تخزين المواطنين للفكة من أجل تقديمها للأطفال في الأعياد، موضحاً أنه بذلك تكون الأزمة مفتعلة.
ودعا المواطنين للتعامل بشكل اعتيادي وعدم التهور في جمع الفكة وتخزينها وكذلك التجار.
وعن الحلول المقترحة، طالب المدللة سلطة النقد بالمحاولة مع الجانب الإسرائيلي أن تدخل ما يحتاجه القطاع من نقود بحسب اتفاقية باريس الاقتصادية.
ولفت إلى وجود أزمة أخرى تمر بها غزة نقص الدينار والدولار بسبب قيام بعض التجار بنقلها للضفة.
ويتمنى الشعب الفلسطيني أن يكون لديه عملة وطنية تنهي ارتباطه بالعملة الإسرائيلية، يأتي من خلالها حلاً لهذه الأزمة بضخ كميات كبيرة من الفكة والقطع النقدية بمختلف أنواعها حتى تنتهي هذه الأزمة إلى الأبد .