18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

حل الدولتين.. ونقطة اللاعودة!

هشام منور
هشام منور
هشام منور

تدرك الإدارة الأمريكية التي شارفت ولاية رئيسها الحالي باراك أوباما على الانتهاء نهاية العام الحالي، أن طموحاتها وآمالها بتحقيق انفراج على مستوى القضية الفلسطينية بات محكومًا بالفشل في ظل التعنت الإسرائيلي ورفض أي مبادرات دولية، وتوسيع المستوطنات على أراضي الضفة الغربية، والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك.

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أبدى خيبة أمل شديدة من الحكومة الإسرائيلية، في آخر زيارة لكيان الاحتلال، واعتبر أنّ التوسع المنهجي للمستوطنات اليهودية يأخذ حكومة الاحتلال نحو "واقع الدولة الواحدة" الخطير وفي الاتجاه الخاطئ.

وفي كلمة أمام جماعة ضغط تسمى (جي ستريت) في واشنطن قال بايدن إنه على الرغم من الخلافات مع "إسرائيل" بشأن المستوطنات أو الاتفاق النووي الإيراني، لا تزال الولايات المتحدة تلتزم بواجب دفع "إسرائيل" نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد نائب الرئيس الأمريكي أنه رغم "خيبة أملنا الشديدة في بعض الأحيان من الحكومة الإسرائيلية، لدينا التزام هائل لدفعهم بأقصى ما نستطيع نحو ما يعرفون جيدًا، أنه الحل النهائي الوحيد وهو حل الدولتين بينما في الوقت نفسه نكون الضامن المطلق لأمنهم".

تصريحات بايدن حاول التخفيف من وقعها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أكد أن الإدارة الأميركية الحالية ستظل تسعى حتى اللحظة الأخيرة من ولايتها، من أجل حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ونقلت وكالة "فرانس برس"، كلام كيري الذي جاء أمام مجموعة الضغط "جاي ستريت"، رغم فشل مساعيه الدبلوماسية الحثيثة في عام 2014. وأضاف كيري: "سنواصل الدفع باتجاه حل الدولتين، على أنه الحل الوحيد لأن أي اقتراح آخر لن يكون يهوديًا أو ديمقراطيًا".

أوساط استخباراتية إسرائيلية سابقة باتت تتشارك مع رؤية الخيبة التي تتشح بها الإدارة الأمريكية قبيل وداعها، إذ اعتبر رئيس الـ"موساد" السابق، تمير باردو، الذي أنهى مهامه الرسمية قبل عدة أشهر، أن إسرائيل قد تكون تقترب من نقطة اللاعودة في الملف الفلسطيني، لجهة انعدام صلاحية طرح حل الدولتين، معربًا عن مخاوفه من أن يفضل الفلسطينيون في حال استمر الوضع القائم، التوجه نحو حل الدولة الواحدة.

ونقل موقع "والا" مقاطع من لقاء حواري جمع المسؤول الإسرائيلي بنائب رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية، مايكل مورال، في جامعة هارفرد، حيث تطرقا إلى الموضوع الإيراني والعلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية. وقال باردو، إنه يعتقد أن العلاقات بين إسرائيل والسعودية لن تتطور في حال عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.

وبعد انكشاف العجز الأمريكي عن فرض أو إجبار الربيبة المدللة على أي حل سياسي أو القبول بأية مبادرة جديدة لاستئناف المفاوضات، تراهن السلطة الفلسطينية على مبادرة باريس لجمع السلطة بحكومة الاحتلال واجتراح مخرج سياسي للانسداد القائم، لكنها تدرك جيدًا ان الفرنسيين مشغولون بقضاياهم الداخلية والأمنية على حساب لعب أي دور خارجي في الوقت الراهن، وقدرتهم على التأثير على كيان الاحتلال أقل واضعف من قدرة واشنطن التي رفعت العلم الأبيض وأوكلت المهمة مدورة إلى الإدارة المقبلة.

خيارات الشعب الفلسطيني كانت ولا تزال ويجب أن تكون متمثلة في تحقيق وحدة الصف الفلسطيني على حساب أي حوار أو مفاوضات عبثية مع الاحتلال، فتحقيق الوحدة الوطنية هو السلاح الذي يمكن للشعب الفلسطيني أن يواجه به الأطماع الإسرائيلية المتزايدة، وما سوى ذلك مجرد عبث وذر للرماد في العيون.

تحقيق الوحدة الوطنية وتكريس وحدة الصف الفلسطيني سيشكل المفتاح لمواجهة تهويد القدس والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، وهو ضرورة وطنية وسياسية قبل أن يكون مجرد ترف سياسي أو لعب في الوقت الضائع بعد توقف عجلة المفاوضات مع الاحتلال.

حل الدولتين أو الدولة الواحدة خيارات تدرس حكومة الاحتلال أي منها أصلح لمستقبل كيانها المأزوم وتريد أن تلبس القرار النهائي لبوس الموقف الفلسطيني اليائس من نتائج الحل السياسي ومخرجات المفاوضات، وعلينا جميعًا التنبه لذلك قبل فوات الأوان.