13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.95°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.95°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

عمالة الأطفال في فلسطين .. ناقوس خطر وجب قرعه

30_1430430264_7879
30_1430430264_7879
رام الله - مراسلنا

ما أن تبدأ بالتجول في مدينة رام الله حتى يستوقفك أحد الأطفال جاراً عرباية صغيرة طالباً منك نقل بضاعتك من خلال عربايته ومقابل مبلغ زهيد جدا من المال، هذه الظاهرة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة بشكل كبير لتصبح فلسطين من أعلى المعدلات العالمية في عمالة الأطفال، فالواقع الاقتصادي السيء والواقع السياسي المتقلب من أهم أسباب هذه الظاهرة والتي بدأت تنشر بشكل كبير في مدن الضفة الغربية .

مركز الإحصاء الفلسطيني أشار بوجود (65) ألف عامل من الفئة العمرية (7 -14 سنة) يعملون في الأراضي الفلسطينية، وأكثر من (102) ألف طفل يعملون دون سن (18) سنة في أعمال مختلفة بدأ من الانتشار في الشوارع على المفترقات وصولا إلى الورش و المصانع والمنشآت الاقتصادية المختلفة.

ظاهرة خطيرة

ويقول الباحث ماهر الطباع: "إن هذه الظاهرة  تعتبر من أخطر الظواهر المنتشرة الآن بفلسطين، وتهدد هذه الظاهرة المجتمع ككل، حيث توقعه بين فكي الفقر والجهل و تسلب الطفولة وتخلق جيلا غير متعلم، ولا يخفى على أحد أن الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تمر بفلسطين، تدفع بالأطفال إلى العمل من أجل الحفاظ على كيان الأسرة وإشباع المتطلبات الأساسية لأسرهم، خصوصا في قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على عشر سنوات".

وتابع الطباع: "يعد الفقر أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال؛ فعمل الأطفال هو سبب للفقر ونتيجة له كذلك؛ إذ إن عمالة الأطفال تعتبر معمل تفريخ يخرج أجيالًا واقعة في مستنقع الجهل، لا تستطيع النهوض بأمتها ولا المساهمة في تطورها؛ لا في ميدان الاقتصاد ولا في غيره من الميادين؛ ما يجعل المجتمع بأسره يقع بين فكي الفقر والجهل. ولا يخفى على أحد أن الأزمات الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد تدفع بالأطفال إلى العمل من أجل الحفاظ على كيان الأسرة وإشباع الحاجات الأساسية لأسرهم؛ ما يجر البلاد نحو هذه الهاوية".

وأضاف: "إلى جانب الوضع الاقتصادي والسياسي هناك عوامل اجتماعية تؤثر تأثيراً مباشراً في ظاهرة عمالة الأطفال، أهمها التفكك الأسري الذي يعد عاملاً مساعداً في بروز ظاهرة عمالة الأطفال. وينتج التفكك عن وفاة أحد الوالدين أو كليها؛ وزواج أحد الوالدين مع عدم القدرة على الإنفاق، والطلاق الذي يضع عبء تعليم الأطفال على عاتق الأم بحكم قوانين الحضانة؛ ما يدفع بالطفل إلى سوق العمل لإعالة نفسه وأسرته. وزيادة عدد أفراد الأسرة وعدم تنظيم النسل؛ ما يثقل كاهل رب الأسرة ويؤدي إلى عجزه عن توفير متطلبات الحياة لأسرته ".

جهود لتخفيف الظاهرة

وأكد العقيد فؤاد أبو عرقوب أن الشرطة تعمل بشكل متناسق مع مؤسسات المجتمع المدني لتخفيف هذه الظاهرة وإنهائها من مجتمعنا الفلسطيني من خلال توفير الأمن الغذائي والتعليمي لهؤلاء الأطفال، ومحاربة وملاحقة كل من يجبرهم على العمل بساعات عمل كاملة أو أيام بالإضافة إلى طبيعة العمل الذي يعمل به الطفل .

وأشار أبو عرقوب: "أن من أهم  التحديات التي تواجه محاربة ظاهرة عمالة الأطفال في فلسطين، ارتفاع معدلات البطالة في فلسطين وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ووفقا لمعايير منظمة العمل الدولية فإن نسبة البطالة في فلسطين قد بلغت 25.9% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 336 ألف شخص في فلسطين خلال عام 2015 ، منهم حوالي 143 ألف في الضفة الغربية وحوالي 193 ألف في قطاع غزة، و ما يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بلغ المعدل 41% في قطاع غزة مقابل 17% في الضفة الغربية، وتعتبر معدلات البطالة في قطاع غزة الأعلى عالمياً".

( م.د – 14 عاماً) ، أحد الأطفال العاملين في حسبة رام الله يقول بلهجته العامية : "احنا 8 بالبيت وأبوي مريض وأنا بشتغل لحتى إخوتي يروحوا ع المدرسة،  نفسي أروح على المدرسة بس لو ما اشتغلت ما بنوكل وبنموت من الجوع " ، " فش حد مساعدنا لا الحكومة ولا غيرها، الكل ما بدوا إيانا نشتغل وما في حياة كريمة نعيشها ، همهم كيف يمنعونا نشتغل بس !! " .

وتبقى هذه الظاهرة تستنزف جيلاً فلسطينياً قادماً ما دام المجتمع الفلسطيني يتغافل عنها بينما هي تكبر يوما تلو يوم لتشكل خطرا وجب دق ناقوسه الآن وإلا فقطار الإصلاح سيفوت جيلا كاملاً .