اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني ظهر الخميس 29-3-2012، منزل فلسطيني يعود عائلة النتشة يقع في حي الأشقرية ببلدة بيت حنينا شرق القدس المحتلة، وشرعت بتفتيشه تفتيشا دقيقا واعتقلت احد قاطنيه، وذلك بعد يوم واحد من محاولة دخول المستوطنين له بهدف الاستيلاء عليه. وحسب شهود العيان لمراسلنا، فإن نحو عشرة من عناصر حرس الحدود والمخابرات الإسرائيليين ترافقهم كلاب بوليسية، اقتحموا المنزلين وشرعوا بتفتيش المنزل بشكل دقيق لنحو ساعتين تقريبا، حيث دخلوا جميع غرفه وعبثوا بمحتوياته. وزعمت قوات الاحتلال عثورها على سلاح وذخيرة بالمنزل، وقامت باعتقال ابن مالك المنزل الشاب سليمان النتشة (24 عاما). وتأتي عملية الاقتحام بعدما حاول عدد من "المستوطنين" أمس الأربعاء، بحماية شرطة الاحتلال، الاستيلاء على هذا المنزل ومنزل مجاور له يعود كذلك لعائلة النتشة، وحينما فشلوا بعدما تصدت العائلة لهم، هددوا بالعودة اليوم الخميس. من جهته، اتهم مالك المنزل خالد النتشة (48 عاما) قوات الاحتلال الصهيوني بتلفيق تهمة حيازة السلاح ضد العائلة، وذلك بهدف تسهيل إخراجهم من البيت وإحلال المستوطنين مكانهم، وقال في حديث لمراسلنا، أن احد ضباط الاحتلال قال لزوجته بعد انتهاء عملية التفتيش:" وماذا بعد ألا تريدون مغادرة المنزل؟". يشار إلى أن المستوطنين وعلى رأسهم "عراب الاستيطان الإسرائيلي" بالقدس المحتلة ارييه كنغ بدعم من الملياردير الأمريكي اليهودي مسكوفتش، يزعمون ملكيتهم للأرض المقام عليها المنزلين. وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس أصدرت في 15/2/2011، أمراً بإخلاء العائلتين الفلسطينيتين من منزليهما لصالح يهودي يدعي ملكيته للأرض المقامة عليها المنازل، غير أن محامي العائلتين قال انه سيستأنف على هذا القرار. يذكر أن قطعة الأرض المذكورة تقع ضمن قرابة 11 دونما تشكل قطعة ارض رقمها 208 كانت "اللجنة اللوائية الإسرائيلية" قد صادقت على بناء 60 وحدة استيطانية عليها لليهود. وقالت حركة "السلام الآن الإسرائيلية":" لقد تم في تموز الماضي المصادقة على خطة لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية بالقرب من المنازل المتنازع عليها ووفقاً لمنشورات سابقة فان أجزاء من هذه الأراضي تعود لأناس مرتبطين بالمستوطنين وهناك إمكانية لأن يسعوا لبناء منازل جديدة للمستوطنين في بيت حنينا". وطبقاً لحيثيات القضية فإن مئير ازاري، السفير الصهيوني السابق في إيران، يدعي أن الأرض المقام عليها المنزلين الفلسطينيين تعود ليهود قبل العام 1948، وأنه قام بشراء الأرض من أصحابها اليهود في العام 1980، مدعياً أيضاً انه بعد حرب 1948 وضع حارس أملاك العدو الذي كان الحكومة الأردنية آنذاك اليد على الأرض وانه بعد العام 1967 عادت الأرض لأصحابها اليهود. وتتماثل حالة إخلاء العائلتين الفلسطينيتين في بيت حنينا مع حالات إخلاء العديد من العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح من حيث تطبيق (حق العودة) لليهود إلى ممتلكات يدعون ملكيتها قبل عام 1948 في حين يحرم الفلسطينيون من هذا الحق. وبالطبع فإنه إذا ما تم إخلاء العائلتين من المنزلين فان المستوطنين سيدخلون إليها، وستكون مستوطنة جديدة في قلب حي فلسطيني في القدس المحتلة. من جانبه، قال أحمد صب لبن من رابطة الباحثين الميداني في القدس"، إن هذا المشروع يقف عليه عراب الاستيطان" اري كينج" الذي يحاول الذي يسعى إلى انشاء هذه البؤورة الاستيطانية بعد إخلاء عائلة التنشة من منزلها في بيت حنينا". وأشار صب لبن" إلى أن محكمة الاحتلال في القدس كانت أعطت الأمر بإخلاء المنزل قبل حوالي العام ، إلا أن قوات شرطة الاحتلال ترفض الذهاب مع دائرة الإجراء في بلدية الاحتلال ومع المستوطنين لإخلاء المنزل". وأكد صب لبن أن" اري كينج" جمع مجموعة من " الزعران" وأصحاب الأجسام القوية من المستوطنين ويحاول أن يطبق قرار المحكمة بنفسه وفقط برفقة المستوطنين ولا يريد أن ينتظر ما ستقوم به شرطة الاحتلال في القدس.