18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

معبر رفح بحاجة إلى مفتاح آخر

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

عجبت من قول السفير السابق للسلطة في القاهرة بركات الفرا: "لا يمكن فتح معبر رفح إلا بانتهاء حكم حماس، وعودة الشرعية"، وكأن أي مسؤول فلسطيني يعمل في القاهرة يمتلك مفاتيح غزة أو معبر رفح، أو كأن الأمر بيدهم، والأصل أن يحلوا أزماتهم ومشاكلهم مع الدول العربية والغربية ومع الاحتلال، ثم بعد ذلك يمكنهم الحديث عما يجب أن يكون أو لا يكون في معبر رفح.

أي مواطن فلسطيني سمع أقوال بركات شعر بالاشمئزاز، لأن سكان القطاع في وادٍ وبركات وأمثاله في وادٍ آخر، الناس ملت من الحديث عن الشرعية وغيرها، أهل غزة يريدون أن يفتح معبر رفح وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، لقد بدأ سكان القطاع يشعرون بأن هناك من يريد إذلالهم، شعروا بذلك أكثر حين فتح المعبر قبل أيام ولم يجرِ الأمر كما اتفق عليه مع الجهات المسؤولة في غزة، الفلسطيني يمكنه أن يحتمل الكثير، ولكن ليس الإذلال والنيل من كرامته.

حكومة السيد إسماعيل هنية قدمت استقالتها بناء على اتفاقات سابقة مع حركة فتح، وآخرها اعلان الشاطئ، وهذا يعني أن ما يسمونه "حكم حماس" لقطاع غزة انتهى رسميًّا بتلك الاستقالة وتشكيل حكومة التوافق، وعدم قيام الحكومة بمسؤولياتها لا يعني أن تترك غزة للفوضى والفراغ السياسي، ولذلك استمرت الوزارات في إدارة نفسها بنفسها دون وجود حكومة، فهل يريد الفرا _مثلًا_ أن يجلس الموظفون في بيوتهم لإحداث فوضى؟!، ثم هناك وزراء في غزة يمارسون جزءًا من مسؤولياتهم بطريقة انتقائية، فهل هؤلاء يعملون لدى حكومة حماس أم الحكومة؟

المثل الشعبي يقول: "اقعد أعوج واحكي عدل"، أنت حر في تصرفاتك، ولكن حين توجه حديثك إلى الناس وترتبط به أساسيات حياتهم عليك احترام عقولهم ومشاعرهم أيضًا، وهذا الكلام نقوله لكل مسؤول يهرف بما لا يعرف، أو يتعمد خلط الحابل بالنابل، بغض النظر عن الفصيل الذي إليه ينتمي، والاتجاه الذي يريد أن يخدمه.

خلاصة القول: إنني أنصح بالتعاطي مع قضية معبر رفح بطريقة غير تقليدية، بخلاف كل المحاولات لفتحه طيلة عشر سنوات أو أكثر، لم يعد هناك أي بارقة أمل في فتح المعبر، وحفظ كرامة شعبنا بالاستجداء والاسترضاء وتقديم التنازلات، هذه مفاتيح صدئة؛ فابحثوا عن مفتاح آخر، وكفى.