19.44°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
24.81°غزة
19.44° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة24.81°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

حسن سلامة فخر المقاومة

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

مع إشراقة شمس كل يوم يتجدد الأمل من جديد في قرب تحرير الأسرى؛ فمن داخل عرينه في زنازين الاحتلال وجه الأسير البطل حسن سلامة، أحد عمداء الأسرى في السجون، الذي أذاق الاحتلال جزءًا بسيطًا مما يذيقه للشعب الفلسطيني من عذاب وموت ومعاناة؛ رسالة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مؤكدًا فيها ثقته في قدرتهم على تحرير الأسرى كافة من سجون الاحتلال، وأن الموعد لن يطول.

الأسير سلامة كان قد أذاق الاحتلال الموت الزؤام بقتله 48 من الجنود والمستوطنين، وهو من مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، واعتقل بتاريخ (17/5/1996م)، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد (48) مرة إضافةً إلى 20 عامًا، أمضى من مدته 20 عامًا، بعد أن أثخن في الاحتلال بعدة عمليات، عرفت بعمليات "الثأر المقدس" ردًّا على اغتيال المهندس يحيى عياش.

شكل الأسير البطل حسن سلامة مصدر فخر متواصل للمقاومة الفلسطينية، ومدرسة متكاملة ومتطورة في رفض ومقاومة الاحتلال، ففي خارج السجن كان يؤلم الاحتلال، وفي داخل الأسر كذلك يؤلمهم، ومجرد ذكر اسمه لدى قادة جيش ومخابرات الاحتلال يصيبهم بنوع من القشعريرة، والخوف على مستقبل الكيان الغاصب، لوجود أمثال القائد حسن سلامة.

الأسير سلامة حتى وهو في الأسر وخلف القضبان يشكل مصدر عزة وكرامة لكل فلسطيني حر وشريف في العالم؛ كونه كان يدافع عن قيم الحرية والعدالة، ورفع الظلم عن شعبه المظلوم من قبل أعتى وأشرس احتلال عرفه التاريخ.

يسري حب وتقدير الأسير سلامة في قلب كل حر وشريف كما هم الأسرى جميعًا، ولسان حال كل فرد من الشعب الفلسطيني يقول لسلامة ولكل الأسرى: تفاءلوا خيرًا تجدوه، وفجر الحرية قد اقترب، وهو قريب قريب، يا من تخطون للأجيال طريق العزة والكرامة، استبشروا خيرًا؛ فهناك من لا ينام وهو يفكر في خلاصكم من قيد وزرد السلاسل.

كلمات قليلة، لكن معانيها كبيرة وغزيرة، وهي في العادة كلمات تصدر من قادة عظام؛ ففي الرسالة المقتضبة التي وجهها إلى الكتائب في الذكرى الـ20 لاعتقاله يقول سلامة: "إخواننا في كتائب القسام، ثقتنا بكم عالية، وأنتم أملنا في الخروج من هذه السجون بعد الله، ونحن بانتظاركم، ونرجو ألا يطول هذا الانتظار".

إن الأسير سلامة مقيد ومغيب، ومع ذلك لا يعبأ ولا ينكسر، يرسم ويكتب بالدم على جدران الزنازين، غير آبه بهول التعذيب وسياط الجلادين، فقلبه ينبض بالحياة وينثر زهور الحرية، لا يصرخ، صامد وثابت كثبات جبال الزعتر والزيتون.

الأسير سلامة مصدر قلق وخوف للاحتلال حتى وهو في محبسه، إنه من رموز المقاومة الفلسطينية، وأمضى ما يزيد على 15 عامًا متواصلة في زنازين العزل الانفرادي، ولم يخرج منها سوى في عام 2012م بعد إضراب الكرامة.

فجر الحرية آتٍ آت، وما النصر إلا صبر ساعة، ورغم أنف الاحتلال سيخرج الأسير سلامة، ومعه كل الأسرى، لينعموا بحرية وطنهم؛ ففي الخارج من يعمل على تحريرهم، وما هي إلا سحابة صيف ستنقشع لتزول الغمة ويكنس الاحتلال إلى مزابل التاريخ.

قريبًا ستعود البسمة إلى الأسير سلامة وبقية الأسرى والأسيرات، وتظهر جلية على وجوه الأمهات شوقًا، وتسري الدماء ضاحكة في عروق الآباء، ويعود الأطفال إلى أحضان آبائهم وأمهاتهم الأسرى والأسيرات؛ ففجر الحرية آتٍ آت، غصبًا عن الاحتلال، وإن طال الانتظار، عندها تطال رؤوسكم السماء، ووقتها حق للأسير سلامة ولكل الأسرى الفرح والسرور، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا"، "ألا إن نصر الله قريب".