18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

أبو عمار ما بين فتح والزهار

إبراهيم المدهون

مع احترامنا واعتزازنا بابي عمار وأنه أحد الرموز الفلسطينية إلا أن الهجوم الفتحاوي على شخصية د. محمود الزهار غير مقبول، وينم عن حالة إفلاس وضياع بوصلة وعدم تحديد الأولويات، فذكر التجارب الشخصية لا تعتبر إساءة والشهادات التاريخية يرد عليها بشهادات أخرى، أما أن ينبري كل من له لسان في حركة فتح إن كان قريب من عباس أو دحلان، ليتنافسوا بالإساءة والهجوم على الدكتور الزهار فهنا نحتاج لوقفة وإعادة صياغة للمعادلة الإعلامية الوطنية.

فتاريخيا لا ينكر أحد أن أكثر من أساء لعرفات تحالف عباس دحلان قبيل الفراق والافتراق، وهما من حركا المسيرات ضد الختيار واتهماه بالفساد، وتَعاملا ببرود في لحظة مرضه، وتجاهلا فرضيات اغتياله بل أنهم طويا هذه الصفحة من غير تحقيق جاد، ومن المعروف أنهما تلاسنا عليه في جلسات مغلقة وأحاديث داخلية، وأطلاقا عليه ألقاب كالدكتاتور والفاسد، واستقويا بالولايات المتحدة عليه، فكل هذه الحمية على الرئيس الراحل ليست مبررة ولا صادقة ولا تهدف للانتصار لعرفات وسمعته، وإن أرادوا ذلك ليبحثوا عن قتلته أولا وعن رجاله المغيبين والمبعدين والمطرودين، وليسيروا على نهجه في دعم انتفاضة القدس وليعيدوا بناء كتائب الاقصى التي أسسها عرفات، وحلها واعتقل كوادرها الرئيس عباس.

كان مقبولا أن يخرج بيانا رزينا من حركة فتح فيه توضيح لما قاله د. أبو خالد، مع نبذة تاريخية بعبارات موزونة ومحترمة، أما ان يتنافس الناطقين بالكتابة والتصريح ضد الأخ ابو خالد، فهذا أمر مشين لا تقبله الأعراف الوطنية، والمبالغة في حالات الردح الفتحاوي يجعلنا نتوقف عند معايير البطولة في الشعب الفلسطيني وأدبيات الخلاف، فمن لا يعرف أن د.محمود الزهار والد لشهيدين، أحدهما استشهد في معركة مباشرة مع الاحتلال في حي الزيتون، وصور جثمانه مسجى مع سلاحه مؤثرة. يومها بكى الأب لوداع ابنه وأقسم أن يدفن منديل تغطى بدم الشهيد في ساحات المسجد الأقصى.

وفي قصف صهيوني استهدف بيته لاغتياله استشهد ولده البكر خالد كان لحظتها يستعد لزفافه رحمه الله، وبعكس ما أشاعه الإعلام، فانه زوّج ابنته لأحد قيادات كتائب القسام المهددة بالاغتيال، ويوم زفافها همس في أذنها إن هذا طريقنا ودربنا، زوجك يا ابنتي قد يعود شهيداً في أي يوم، فصدق حدسه استشهد بعملية اغتيال.

لا احد يقبل المساس بعرفات والرنتيسي وياسين وابو جهاد وحبش والشقاقي، ولا اعتقد ان  الاخ ابو خالد الزهار تقصد الاساءة للرئيس عرفات، كما أننا نرفض التطاول على قادة شعبنا الذين قدموا حياتهم  وفلذات اكبادهم في هذا الطريق، وعلينا التورع من الانسياق نحو هدم رموزنا والاساءة اليها.