لطالما تنافست شركات التقنية لكسب نقودك وانتباهك وبياناتك، والآن انتقلت المعركة بينها إلى أرض جديدة، وهي غرفة المعيشة في منزلك.
فقد كشفت غوغل الأربعاء الماضي عن جهاز "غوغل هوم"، وهو سماعة يتم تفعيلها عبر الصوت، متصلة بالإنترنت ومدمج بها مساعد صوتي افتراضي يستند إلى تقنيات غوغل للذكاء الاصطناعي. وهذا الجهاز هو رد الشركة على جهاز "إيكو" الشبيه به لشركة أمازون الذي حظي بنجاح كبير في السوق.
وبالنسبة للمستهلكين فإن بإمكان غوغل هوم وأمازون إيكو الإجابة على أسئلة عن الطقس، وإعداد المنبه، وإدارة المواعيد، من بين مهمات أخرى.
لكن بالنسبة للشركتين المصنعتين فإن الجهازين يوفران مصدرا جديدا من البيانات القيمة عن مستهلكيهم، إلى جانب كونهما أداة لامعة جديدة تحافظ من خلالها كل شركة على تعلق المستهلكين أكثر بنظامها الإيكولوجي. (فجهاز إيكو على وجه الخصوص يسهل بشكل كبير عملية شراء المنتجات من موقع أمازون، وفقا لموقع تايم).
أي الجهازين سينتصر؟
تتمتع أمازون بأفضلية السبق، فجهاز إيكو طرح في السوق أواخر العام 2014 وباعت الشركة منه ثلاثة ملايين وحدة، وفقا لبعض التقديرات. لكن يقول خبراء إن بإمكان غوغل مجاراتها بسرعة.
تقول جولي آسك نائبة الرئيس والمحللة الرئيسية في شركة الأبحاث "فوريستر"، إن "بإمكان أمازون القيام بعمل أفضل من حيث إلهامي بما أريد شراءه وإبقاء ثلاجتي مكدسة"، "لكن أمام غوغل فرصة أفضل لجعل حياتي أسهل يوما بعد يوم".
فخبرة غوغل في تقديم إجابات لأسئلة معقدة قد تمنحها اليد العليا، وبحسب مارك هانغ نائب الرئيس للبحوث في شركة غارتنر فإن "الطريقة التي قد تتفوق بها غوغل في المنافسة في مجال المنازل الذكية يتعلق بأن تقنيتها ذكية حقا". وحقيقة أن برامج غوغل مثل "خرائط غوغل" وبريد "جيميل" و"رزنامة غوغل" تجمع بالفعل كميات ضخمة من البيانات عن المستخدمين، يعني أن جهاز "هوم" أكثر فائدة بمجرد البدء باستخدامه.
لكن في المقابل فإن وضع أمازون كواحدة من أكبر شركات التجزئة العالمية يمنحها أفضلية بحد ذاتها، فبكل بساطة فإن الشركة تعرف كيف تبيع المنتجات، فمبيعاتها تصل سنويا إلى مئة مليار دولار.
وعندما تطرح الشركة منتجا جديدا فإن بإمكانها عرضه أمام ملايين الأشخاص الذين يزورون موقعها شهريا. وللمقارنة فإن غوغل عانت في السابق من أجل ترويج منتجاتها، فعلى الرغم من أن جهاز البث كروم كاست ذائع، فإن جهودها لتسويق أجهزة مثل نيكسوس بلاير ونيكسوس كيو باءت بالفشل.
وفي المحصلة فإن كلتا الشركتين تواجه تحديا مشتركا وهو الخصوصية، فعندما أُطلق إيكو عام 2014 أخذ عليه بعض النقاد مسألة وجود جهاز "دائم الاستماع" يتنصت على المحادثات العارضة لالتقاط الأوامر، كما أن لدى الشركتين اهتماما بجمع أكبر قدر ممكن من البيانات عن المستخدمين حيث بإمكانهم تحويل المعلومات الشخصية إلى مزيد من الإيرادات.