يتقدم أكثر من 33 ألف طالب وطالبة لامتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة، وسط ظروف صعبة يعيشها الغزيون بما فيهم طلبة الثانوية العامة في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، والتي تؤرق حياة طلبة التوجيهي طوال عامهم الدارسي وحتى في أيام عقد امتحاناتهم النهائية التي ستحدد مصيرهم العلميّ.
"ثمار الخير" تبادر
جمعية "ثمار الخير"، بادرت وكأول جمعية خيرية في قطاع غزة، بتوزيع "كشافات كهربائية" لنحو أكثر من 220 طالب، من طلاب الثانوية العامة في منطقة الدرج شرق مدينة غزة.
رئيس مجلس إدارة جمعية ثمار الخير في مدينة غزة، أدهم البعلوجي، أكد خلال حديثه لـ "فلسطين الآن"، أن توزيع الكشافات الكهربائية يأتي في إطار حث الطلبة على المذاكرة والدراسة، في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع.
وقال البعلوجي، "إن انقطاع التيار الكهربائي على طلبة التوجيهي يؤدي إلى قلة التركيز أثناء الدراسة في ظل الظلام اليومي بغزة، ويكفيهم تزاحم الدروس، وعدم القدرة على تنظيم الوقت، وزخم بعض المواد، والقلق والتوتر الناتجان عن المشكلات الأسرية والعاطفية والاقتصادية، لتأتي مشكلة الكهرباء وتؤرق حياتهم الدراسية".
وأشار، إلى أنه من الواجب على جمعيته الوقوف بجانب طلبة التوجيهي، في ظل ما يعانون من مشاكل الكهرباء، والتي أربكت وعرقلت جداول الطلبة الدراسية في ظل قلة ساعات وصل التيار الكهربائي لفترات طويلة وما ينتج عنه من ضعف في "التركيز" وضغوط نفسية.
التوجيهي بلا كهرباء
ويمر قطاع غزة في أزمة كهرباء مستمرة منذ 10 أعوام، تزداد حدتها مع دخول فصل الصيف، نتيجة لزيادة الاستهلاك، حيث يُوصل التيار الكهربائي في أحسن الأحوال إلى 8 ساعات فقط، الأمر الذي يُفاقم معاناة طلبة التوجيهي، حيث تُشكل أزمة الكهرباء كابوسًا مزعجًا للطلاب.
بدوره، اعتبر وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة، زياد ثابت، أن وزارته تأخذ بعين الاعتبار كل الظروف التي يعيشها الطلبة في فلسطين بشكل عام، والطلبة في غزة بشكل خاص.
وبيّن ثابت، أنه بسبب الظروف التعليمية في الضفة الغربية تم التوافق على حذف بعض الموضوعات الدراسية حتى تتلائم مع حجم المحتوى التي كانت متاحة للطلاب، وفي قطاع غزة تأخذ الوزارة الظروف الصعبة للحصار والكهرباء وتحاول التعامل مع واقع القطاع وتتحسس احتياجات الطلاب.
وتابع: "عندما يتم إعداد أسئلة الامتحانات، تُأخذ كل المعطيات والمعايير المختلفة بعين الاعتبار، ونحاول التعامل مع واقع قطاع غزة وتحسس احتياجات الطلاب، حتى تظهر امتحانات الثانوية العامة بشكل راقي ومُشرّف لفلسطين".
الطلبة يطالبون
وفي وقت سابق، دعا طلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، جميع المسئولين في قطاع غزة والضفة المحتلة، إلى تحسين جدول وصل التيار الكهربائي خلال أيام اختباراتهم، لمساعدتهم في مراجعة موادهم العلمية قُبيل تقديم الامتحانات النهائية.
وطالب الطلبة في بيان لهم، إيجاد حلٍ لمشكلة الكهرباء خاصة، خلال فترة تقديم الامتحانات لمساعدتها في مراجعة دروسها في الأوقات المناسبة (قبل وبعد صلاة الفجر وبعد غروب الشمس من كل يوم).
ويلجأ الطلبة، لدراسة موادهم في الأوقات المناسبة على إنارة اللدات في حال انقطاع التيار الكهربائي، كحل بديل عن الوسائل غير الآمنة للإنارة في بيوتهم.
الاتصالات مستمرة
أما سلطة الطاقة في غزة، والتي أشارت لوجود اتصالات مستمرة بين شركة توزيع الكهرباء وجهات الاختصاص من سلطة الطاقة وسياسيين للعمل على زيادة كمية الوقود الواردة إلى قطاع غزة من أجل تحسين جدول وصل الكهرباء.
وأضافت عبر بيان صحفي لها، أنها لا تستطيع تحسين جدول الكهرباء في ظل عدم دخول وقود إضافي لمحطة التوليد خاصة وأن المحطة تعمل بمولدين فقط.
وطالبت سلطة الطاقة، جهات الاختصاص إلى زيادة الكمية لتحسين جدول توزيع الكهرباء للمواطنين وطلبة التوجيهي خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك.