20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
25.3°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة25.3°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

مزاد في طقس خريفي

فايز أبو شمالة
فايز أبو شمالة
فايز أبو شمالة

يمكن وصف الطقس الذي تجري فيه هذه الأيام لقاءات عربية، وغير عربية، تحت عنون بحث استعادة المفاوضات والبحث عن حلول خلّاقة لما عجز عنه جون كيري، بأنه طقس عام عربي ودولي تجرى فيه حفلة منظمة ومزاد أو أكثر، ولكنه منظم أيضا.

كل الأطراف الدولية والعربية والفلسطينية باتت على قناعة تامة بانهيار حلّ الدولتين، لأن حكومة نيتنياهو تتخذ منه لعبة فقط، أو كما يقال مع الأطفال( بز كذاب). عباس وعريقات كلاهما أول من صادقوا على موت حلّ الدولتين؟!

اليوم نسمع أن بدائل أخرى، تبدأ من الحديث عن مشهد (الخريف ) بين عباس وملك الأردن، ويرجع المتحدثون الخريف إلى الخلاف حول كاميرات المسجد الأقصى، وهو تبرير ضعيف وغير مقنع، والأرجح منه هو الخلاف على طبيع الحلّ مع اسرائيل. العودة للمفاوضات.

يقال إن الأردن أراد أن (يلعب بأوراق الخريف) فكثر الحديث الداخلي في الضفة الغربية عن الكونفيدرالية، والفيدرالية مع المملكة، لدرجة أن وسائل الإعلام أعلنت عن قرار انفصال محافظة الخليل عن رام الله طلبا للحل مع الأردن، وفي غضون أيام قليلة زارت محافظات الضفة شخصيات حكومية أردنية ذات مغزى في مجال الاقتصاد والتجارة والمال والسياسة.

الأردن ذهب لتغيير حكومته، وحل البرلمان دون علم أعضائه، وشكل حكومة الملقي ذات الاهتمام بالشأن الاقتصادية، وهي حكومة تنظر باتجاه المملكة السعودية، والخليج والعلاقات الاقتصادية الكبيرة بينهم وبين حكومة نيتنياهو، وقد طلب الملك من حكومته الجديدة بتقاطع السياسة الاقتصادية الاردنية مع اسس ومرتكزات السياسة الاقتصادية السعودية التي وضعها ولي ولي العهد السعودي ابن الملك السعودي ، وهذا ما كان !! وهذا ما تضمنه بيان حكومة هاني الملقي المهتم بالشان الاقتصادي يشكا أكثر من اهتمامه بالشان السياسي مع أنه كان منسق القضايا التنفيذية بالاتفاقيات الأردنية مع العدو الصهيوني".

ومن المعلوم أن شعار وحل الدولتين الوهمي هو أعظم وهم و يافطة يرفعها اعداء الحقوق الفلسطينية لتمرير كل وكافة مخططاتهم التي تستهدف تدمير هذه الحقوق، والسلطة الفلسطينية غارقة حتى الأذنين في هذا الوهم. ولأن الوهم بدأ يتبدد بعد عشرين سنة من التيه والضلال ، دخل حل الكونفيدرالية، بهدف التمهيد للحل الذي تتبناه دولة العدو، وأحزاب اليمين والقائم على مفهوم الحل ( الإقليمي)، كما تحددمعالمه دولة العدو، دون أن يكون للفلسطينيين سلطان مهم في الأردن بحيث ينافس سلطان الملك.

ومن ثمة فإن الحديث عن الكونفيدرالية محبب في أروقة التجار ورجال الأعمال والمال في الخليل ونابلس، وتضيق الأردن السفر على الفلسطينيين هو نتيجة مباشرة لمكونات حالة (الخريف القائم) الآن بين عباس وحاشيته والملك وحاشيته. ويبقى المزاد مقاما حول الحل الإقليمي وتعديل المبادرة العربية في عواصم تشمل الرياض ودبي والقاهرة وعمان وتل أبيب طبعا. وما هي إلا أشهر معدودة وتظهر معالم الخريف واضحة للجميع، فهل تتابع الفصائل الفلسطينية رياح الخريف وتساقط الأوراق؟!