20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
25.3°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة25.3°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

مؤتمر باريس خيبة فلسطينية جديدة

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

لا أعلم ما هي أوراق الضغط والقوة التي يملكها الطرف الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير حتى يتولد له أمل في إمكانية عقد مؤتمر دولي جديد (للسلام) يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 خلال عام 2017 أو على الأقل أن يبدأ المجتمع الدولي العد التنازلي الجاد لإنهاء الاحتلال خلال سنوات قليلة.

البيان الختامي لمؤتمر باريس التحضيري أول أمس، جاء صادمًا للجانب الفلسطيني وعده الإسرائيليون انتصارًا لدبلوماسيتهم وتحركهم في الأسابيع الأخيرة, والغريب أن الطرف الفلسطيني لا يملك سلاحًا سوى الدبلوماسية في حين وضع إشارة "اكس" على باقي الخيارات وخاصة المقاومة. الدعاية الفلسطينية السابقة لمؤتمر باريس أوهمت الجماهير بأنها ذاهبة إلى معركة مضمونة النتائج وأن (إسرائيل) سوف تحشر في زاوية لا يخرجها منها إلا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والتعهد بالانسحاب التام والكامل حسب ما نصت عليه اتفاقية أوسلو مع تعديلها وما نصت عليه المبادرة العربية "مبادرة بيروت" إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث وقد تعهد قادة منظمة التحرير بالتحقيق في أسباب فشل المؤتمر وانهيار سقفه دون الحد الأدنى المطلوب ومساءلة الأطراف العربية عن سبب تصدع الجبهة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

خلاصة البيان الختامي الخاص بمؤتمر باريس هي محاولة بذل الجهود من أجل إعادة (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات ومحاولة إحياء اتفاقية أوسلو واللعب على وتر المبادرة العربية (للسلام)، أي أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يريد إيجاد حل للمفاوضات المتوقفة وليس للصراع القائم أو الجرائم المستمرة للمحتل الإسرائيلي لأن معادلة الصراع بين (إسرائيل) ومنظمة التحرير تميل بقوة لصالح الطرف الإسرائيلي الذي ينهب الأرض ويبنى المستوطنات ويقتل المواطنين مقابل تحركات فلسطينية لنيل اعتراف هنا واعتراف هناك بالدولة الفلسطينية التي أصبحت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

أنا أنصح قيادة منظمة التحرير بشطب "مؤتمر باريس" من أجندتها بشكل تام حتى لا تهدر المزيد من السنوات في مطاردة الأوهام والسراب، يكفيها الأوقات الضائعة على أوسلو والمبادرة العربية ووعود كلينتون وبعده بوش ثم كيري الذي وعد بدولة خلال تسعة أشهر، وعلى قيادة المنظمة أن تبحث عن الحل للقضية الفلسطينية من خلال الشعب الفلسطيني والوحدة الحقيقية مع الفصائل الفلسطينية وأي طريق آخر لن يوصلنا إلى دولة ولن يضيف إلى القضية الفلسطينية سوى المزيد من التراجع.