20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
25.3°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة25.3°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

"يوم القدس" .. العقارات في خطر

غسان الشامي
غسان الشامي
غسان الشامي

تئن القدس ويئن المسجد الأقصى، ولا أحد من الشرق والغرب يسمع الأنين والآلام ويسمع صرخات الأرض والإنسان في مدينة القدس، لا أحد يرى جراحات القدس الغائرة وهي تستقبل شهر رمضان المبارك، يدق بابها الآلاف من المؤمنين والمصلين من شتى بقاع الأرض، ولكن القدس تتعالى على الجراحات والآلام وتستقبل المسلمين والمؤمنين بكل ترحاب تقدم لهم أسمى ما عندها من حب ومودة وطهارة روحية إيمانية.

تواجه هذه الأيام القدس المحتلة جرائم تهويد واستيطان متواصلة، حيث أعلنت الحكومة الصهيونية تمويل مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس بحوالي ربع مليون دولار أمريكي، كما أصدرت حكومة نتنياهو الفاشية الجمعة الماضية قرارًا يقضي بإغلاق مبنى كامل عند باب الغوانمة، ومنع دائرة الأوقاف من تجهيزه لخدمات المصلين في شهر رمضان الفضيل. إن هذه الجرائم المتواصلة تشهدها القدس في كل لحظة علاوة على المخططات الكبرى التي تستهدف سرقة عقارات القدس المحتلة، والسيطرة عليها حيث يعلن الكيان دومًا عن مخططات بناء كتل استيطانية جديدة في القدس، ومخططات توسعة مستوطنات القدس وربطها ببعضها البعض.

وهناك تسارع محموم من قبل الاحتلال للسيطرة على عقارات القدس، ووضعها تحت ما يسمى قانون (أملاك الغائبين) وبعد مدة زمنية قصيرة تصبح ملكًا للكيان الصهيوني ويستطيع التصرف بها.

خطورة جريمة السيطرة على العقارات في القدس المحتلة، وخطورة تشريع هذه السيطرة, إصدار قوانين وتشريعات إسرائيلية لإحكام السيطرة على هذه الأملاك حسب قوانين الاحتلال الجائرة.

ويطلق الكيان العنان للجمعيات الاستيطانية للاستيلاء على العقارات في القدس المحتلة وتشمل الأراضي ومنازل المقدسيين، وتكثف هذه الجمعيات نشاطاتها في البلدة القديمة وأحياء القدس مثل حي سلوان وحي الشيخ جراح، فيما يتم تخصيص موازنات كبيرة لسرقة العقارات.

وقبل أيام وقعت عائلات البلدة القديمة بالقدس وثيقة حملت عنوان "وثيقة عهد القدس وميثاقها" لحماية العقارات واسترجاع ما سرق منها من قبل الصهاينة، وقد جاءت الوثيقة بمبادرة من شباب القدس في البلدة القديمة خاصة بعد انتشار معلومات عن عقارات ستسرب قريبًا.

واعتبرت وثيقة عهد القدس من تسول له نفسه بيع عرضه ووطنه وضميره للاحتلال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هو "خارج عن الصف الوطني" و"خائن لله ولرسوله"، ولا مكان له في صفوف الشعب الفلسطيني، وتعلن العائلات المقدسية براءتها منه، ولا حق له على مقدسي، ولا يدفن في مقابرنا، ولا يصلى عليه في مساجدنا ولا عزاء فيه.

إن هذه الوثيقة وهذا العهد أمام الله ورسوله وأمام أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية يمثل رسالة للمسؤولين في السلطة ورسالة للمساومين والمفاوضين بعدم التفريط بحبة تراب من القدس وأرض فلسطين، كما تمثل الوثيقة رسالة إلى الفصائل الوطنية بالعمل على اتخاذ كافة الوسائل في سبيل ملاحقة كل من تسول له نفسه بيع عقارات وأراضي القدس والضفة المحتلتين وضرورة تقديمهم للمحاكم بتهم الخيانة.

إن القدس تواجه وحدها أشرس مخططات التهويد حيث صادقت سلطات الاحتلال الصهيوني قبل أيام على إقامة بناء جديد للمستوطنة اليهودية القائمة داخل حي سلوان في القدس، وحسب المصادر المقدسية سيتم بناء مبنى سكني كبير لليهود في قلب حي بطن الهوى في مركز حي سلوان، فيما تفيد المصادر بأن ظاهرة شراء بيوت من قبل مستوطنين في سلوان آخذة بالتعاظم بعد تمكنهم من شراء عدة بيوت هناك".

ويعمل الصهاينة دومًا على بناء مساكن لليهود داخل الأحياء المقدسية وهو ما يلقي بالضرر الكبير على أهلنا المقدسيين، ويعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي داخل الأحياء المقدسية، وقبل أيام هاجم رئيس الوزراء الفاشي (نتنياهو) منظمة اليونسكو الأممية في احتفال الصهاينة بما يسمى (يوم القدس) قائلًا إنه لا علاقة لليهود بالقدس والمسجد الأقصى، وتبجح (نتنياهو) بتصريحاته الخطيرة: "إن القدس ستبقى عاصمة موحدة للإسرائيليين, وستبقى كذلك للأبد وهو ما أوضحته حرب الأيام الستة"، كما تبحث حكومة الاحتلال ضم مستوطنة (معاليه أدوميم) إلى ما يسمى (أراضي الدولة العبرية).

ما يحدث بالمدينة المقدسة خطير جدًا ويستوجب على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وأحرار الأمة العربية النفير والتحرك العملي من أجل وقف جرائم التهويد الإسرائيلية، وتوفير الدعم المالي المباشر لأهلنا المرابطين في القدس من أجل مساندتهم ووقف سرقة العقارات في القدس المحتلة.