على بعد أمتار قليلة من الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة تقطن عائلة فلسطينية أذاقها الاحتلال المر بقتل نجلها عام 2006، وجرعها الفقر مرارة العيش، وأتعبها مرض أبنائها الثلاثة بإعاقة "الصم"، وحرمها زوجها تقاسم المعاناة فطلقها قبل 30 عامًا.
بمنزل بلا شبابيك، وبعض أبواب مصنعة من ألواح الزينكو المتآكل، وغرف صغيرة جدا، وفرن الطين، وعيشة المحتاج الذي لا مفر له من الفقر، يعيش 13 فلسطينيا صغار وكبار في حالة من الفقر التي تقشعر له القلوب.
وعلى الرغم من انقطاع الصلة التامة بين الرجل وطليقته منذ 30 عاما؛ إلا أن داء الطمع لازمه وأبناءه، فبعد 30 عاما من الحرمان والهجرة وعدم اللامبالاة يعود الأب وأبناؤه للمطالبة بحقهم بمنزل أم أيمن الصغير، والذي إن صح أن نطلق عليه لقب منزل، أو بدفع مبلغ ستة آلاف دينار مقابل التخلي عن حقهم بالمنزل.
هموم كثيرة لا تزال تراود أم أيمن، فمن هم مرض أبنائها، إلى هموم الفقر، إلى هموم مشكلة المنزل، إلى هموم انقطاع الكهرباء، إلى هموم أزمة الغاز، إلى هموم مائدة الإفطار في رمضان.
إفطار على الفول والسلطة
يعتاد المسلمون في كل مكان أن يكون إفطار اليوم الأول من شهر رمضان على كل ما لذ وطاب، غير أن عائلة أم أيمن كان لها حكاية خاصة، فوجبتها في اليوم الأول كانت عبارة عن شوربة، وفي اليوم الثاني سلطة خضار، وفي اليوم الثالث ثلاث علب فول وبعض الخضار، وعندما توفر لهم "طبخة" كان العدس الحاضر، كما ذكرت أم أيمن.
حال عائلة أم أيمن يرثى لها، فهي تعيل 13 شخصا في منزل نصفه من الزينكو والنصف الآخر جدران مشققة بفعل القصف الإسرائيلي، الماء يصب صبا في فصل الشتاء في كل غرف المنزل، والحال معدوم في ظل غياب المعيل، وانعدام الدخل، وتفشي المرض والفقر.
أيمن الابن الكبير للحاجة فاطمة مصاب بمرض "القولون" يتناول الأدوية بشكل شهري باستمرار، ويحتاج لعملية جراحية، علاوة على مرض الوالدة الطاعنة في السن، لكنها نشيطة الحركة من أجل توفير قوت عيالها.
شهادة جامعية منحته العمل ب2شيقل
لم تشفع الشهادة الجامعة لنجل الحاجة أم أيمن الحاصل معهد معلمين في الحصول على وظيفة محترمة كباقي الخريجين، بل وجد نفسه حبيس قطاع محاصر، أوصدت كل الأبواب بوجهه.
يضطر نجل أم أيمن 33 عاما للعمل في تقليم شجر الزيتون من أجل توفير قوت لأمه وإخوته وأخواته وأولاده الأربعة، حيث يحصل على مبلغ 2 شيقل فقط مقابل كل شجرة زيتون يتم تجويرها وتقليمها.
وتشير أم أيمن إلى أن الوضع المعيشي الصعب هو الذي فرض عليهم وعلى نجلها العمل بأجرة زهيدة جدا، موضحة أن السكن على المناطق الحدودية يسبب لهم المتاعب مع الاحتلال على الدوام.
وعلى سارية وسط المنزل يرفرف علم فلسطين عاليا فوق منزل الحاجة أم أيمن، حيث قالت :"نرفع العلم من أجل أن نجاكر اليهود" فهل ستجد الحاجة المكلومة من يرفع بعض همومها، ويقدم لها بعض المساعدات المعيشية؟
للتواصل ومساعدة العائلة على جوال 0599810200