21.1°القدس
20.87°رام الله
19.97°الخليل
25.67°غزة
21.1° القدس
رام الله20.87°
الخليل19.97°
غزة25.67°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

لماذا تقلّ أعداد المصلين؟

زهرة وهيب خدرج
زهرة وهيب خدرج
زهرة وهيب خدرج

بدأ شهر الخير.. وأخذ المصلون يتوافدون للمسجد بأعدادٍ كبيرة بمجرد أن يؤذن لصلاة العشاء، فيمتلئ المسجد بالكامل حتى لا يستطيع من يتأخر قليلًا أن يجد له مكانًا.. حتى الشوارع تكاد تخلو من المارة في وقت صلاة التراويح.. الغريب في الأمر أن هذا الحال لم يستمر على ما هو عليه، بل بدأت الأعداد تتناقص ببطء حتى أصبح ذلك ملاحظًا بشكل سافر بعد النصف من رمضان فلم يعد المسجد ممتلئًا كالسابق مع بدء الصلاة، والملفت للانتباه أيضًا أن كثيرًا من المصلين ينسحبون من المسجد بعد صلاة العشاء، ولم يعودوا يكملون صلاة التراويح كبداية الشهر.

ولم يكن هذا الحال يقتصر على صلاة التراويح بل امتد ليشمل صلاة الفجر أيضًا.. حيث كان الناس متحمسون في بداية الشهر لصلاة الفجر ولكن قلّ حماسهم مع تقدم أيام الشهر واقترابه من النهاية.. أما في العشر الأواخر فحالنا اليوم، حدِّث ولا حرج، الأيام التي كان نبينا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة والتسليم يشد فيها المئزر (كناية عن الجد والتشمير في العبادة) ويحيي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات، ويوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصًا على اغتنام هذه الأوقات الثمينة، يجتهد فيها بالعبادة والطاعة أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر. عكس حال كثيرين منا ممن يعتكفون على ما تبثه الفضائيات من سموم، ويبيعون الغالي بالرخيص، رغم أن المنطق وحجم الأجر يفرضان علينا زيادة الاهتمام بالسنن والالتزام بالعبادات وازدياد الحماس في أدائها وليس النقيض.

حاولت استطلاع الأسباب.. سألت بعض الناس الذين بدؤوا يتخلفون عن صلاة التراويح، ولم يعودوا يذهبون لصلاة الفجر.. كان لكل منهم أسبابه الخاصة، ولكن كان هناك أسباب مشتركة بين معظمهم، وربما ستستغربون الأسباب، خاصة أننا في شهر الخير الذي لا يتكرر إلا مرة كل عام، ولا أحد منا يضمن عمره أو بقاءه حيًا ليحضر رمضان في العام التالي، كما أنه لا أحد يضمن أن يبقى سليم العقل والجسم ومعافى ليتقرب إلى ربه في الأعوام القادمة، كما أن الوقت الرمضاني الذي يهدره الناس دون انتباه هو حياتهم التي يخسرون لحظاتها إلى الأبد والتي لا ولن تعود للوراء مرة أخرى.

كانت أسباب معظم الناس: أن المسلسلات التي يتابعونها بعد الإفطار وحتى الفجر قد ازدادت تشويقًا وأصبح فيها من الأحداث ما يصعب الاستغناء عن متابعتها لمعرفة إلى أين ستصل؟ أو كيف ستُحل عقدتها؟ وإلى ماذا سيؤول حال شخصياتها؟ وعندما سألتهم: ألا يوجد إعادة لحلقات المسلسلات خلال النهار؟ أجاب البعض: بأنه يوجد إعادة، ولكنها تكون في الفترة الصباحية، في الوقت الذي يكونون فيه في عملهم ويكون البعض منهم نيامًا يصعب عليهم الاستيقاظ لمشاهدة المسلسل فيبيعون صلاة التراويح بمسلسل.. أما عن تغيبهم عن صلاة الصبح، فكان السبب: شعورهم الشديد بالنعاس بعد سهر طوال الليل، وحاجتهم التي لا يستطيعون مقاومتها للنوم؛ ما يضطرهم إلى الصلاة في البيت بعد الأذان مباشرة والخلود للنوم.

وأذكركم: عندما نقف بين يدي الله، نندم جميعًا، من عمل خيرًا يندم لأنه لم يستزد، ومن عمل شرًا يندم لأنه لم يعمل الخير.. فانتبهوا قبل فوات الأوان.