سيد النحس في التاريخ المعاصر، رجل أربعيني غير متزوج أعرفه تماماً يسكن في غرفة عند أهله وما يزال أعزباً، لم يكمل جامعته، وبدون شغلة ولا عملة، عايش عالة عالمجتمع... مكث عشرين عاماً يدرس في تخصص الخدمة الاجتماعية دون أن ينهيها، وفصل من الجامعة بعد أن دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية كأكبر معمر في تاريخ البشرية في درجة البكالوريوس دون أن يحصلها، ولو أنه تزوج مبكراً لأنهى ابناؤه البكالوريوس الآن..
كان شعاره الدائم، "أنا باطلع من حيط بأخبط في سد منيع"، ليس لديه أي حلول وسط، وماخد الدنيا بالعرض، ويا بتيجي الأمور مرة وحدة يا ما بتيجي بالمرَّة، ملقب في الحارة "مختار النحاسة" لأنه لم يحقق النجاح في أي مشروع في حياته، ليس ضعفاً في قدراته أوعقله، بل إرادته المسلوبة، والتحجر المصاب به حجرات عقله السياسية.... لا يعرف الموتزفيقيا ولا البروباغندا، لا يعرف سوى المعادلات الصفرية إن خاصم فجر، وإن أحب هام.
يشبه تماماً الناظرين إلى الإتفاق التركي الإسرائيلي بعين المتربص، ويا بتيجي الأمور مرة وحدة يا بتجيش، مع أن الظروف العالمية كلها ليس لصالح من لا يملك القدرة على تحقيق مصلحة أحد... مش فاهم ولا إشي من اللي باكتبه، لكن باختصار، أي جهد لتخفيف الحصار أو كسر حدته هو نجاح بحد ذاته، واللي مش عاجبه يتفضل يورجيني عرض كتافه، أو فلينضم لديوان النحاسة العالمي برعاية صاحبنا السابق.