26.66°القدس
25.9°رام الله
26.54°الخليل
27.21°غزة
26.66° القدس
رام الله25.9°
الخليل26.54°
غزة27.21°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

لا محاور تتسع لحماس

عصام عدوان
عصام عدوان
عصام عدوان

أضاف تضارُب مواقف السعودية وإيران تجاه حركة المقاومة الإسلامية حماس؛ دليلاً إضافياً جديداً لتأكيد حيادية حماس ووسطيتها، وبُعدها عن المحاور الإقليمية، واستقلالها بقرارها الوطني الفلسطيني عن كل قوى التأثير العربية والإقليمية والدولية. ومن قبل قالوا إن حماس في محور سوريا، وإذ بها تخرج من سوريا وتعارض النظام الذي اختار قتل شعبه. وقالوا حماس في محور إيران، وإذ بها تعارض التدخل الإيراني في سوريا والمنطقة. ومع أن إيران هي الداعم العسكري الوحيد لحماس من بين دول العالم إلا أن ذلك لم يمنع حماس من أن تحافظ على مسافة منطقية من الفصل بين المصالح الإيرانية والمصالح الفلسطينية.

وقالوا حماس تحضِّر نفسها لتكون في محور السعودية، وبالرغم من القاسم السُنّي المشترك بينهما، إلا إن عداء السعودية للإخوان المسلمين – التي تنتمي إليها حماس – طغى على نظرة موضوعية ترى في حماس حركة مقاومة ضد محتل يحتل أرضها منذ عقود.

حركة المقاومة الإسلامية – حماس؛ الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين العالمية. وهي جماعة إسلامية سُنيِّة وسطية معتدلة، ترفض التطرف والغلو، كما ترفض التهاون والتفريط.

القوى العلمانية في الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ترفض تمسُّك حماس بالإسلام كمنهج حياة. وهي تحسد حماس على إنجازاتها وعلى شعبيتها، وتخشى من أن تؤثر حماس بذلك على جماهير الأمة فتنصرف عنهم إليها، وهي تتظاهر أحياناً بدعم حماس كي لا تدفع كل الجماهير نحو حماس، وكي لا تخسر جمهورها أيضاً. لكنها في داخلها تبغض حماس ويظهر ذلك عند بعض المحكّات، فيدّعون مثلاً أن حماس مقبولةً لكن انتماءها لجماعة الإخوان المسلمين مرفوض.

بعض الحركات الإسلامية أحياناً تضيق ذرعاً بحماس لاشتغالها بالسياسة وبالمقاومة المسلحة وإما لتشدُّدٍ لا يبيحون معه السياسة الشرعية التي تتبعها حماس حيث تتسم بالمرونة والواقعية فيما لم يحرمه الشارع.

ومنهم من يحسدها على جمعها بين الدعوة والجهاد، وبين التربية والعمل السياسي، ويتمنى لو كان لديه قبول في الشارع مثل حماس، ولذلك هو يذمُّها ويعظِّم صغائرها، ويُحرِّف كلماتها عسى أن يصرف جمهورها عنها. ومن هؤلاء مَن قعد عن الجهاد بانتظار معجزة أو قدوم غائب، فيمُنّي نفسه ويقدح في حماس التي لم تنتظر غائبه فتستكين وتعطي الدنيّة في دينها ووطنها.

الأنظمة العربية التي وطّدت نفسها للتعايش بسلام وخنوع مع إسرائيل، بعد أن هُزمت من إسرائيل عدة مرات، لا تُطيق أن ترى حركة كحماس ترفض الاعتراف بإسرائيل وتحقق انتصارات ما عليها. وكلٌ يريد أن يسدي خدمة لسيِّده الأمريكي من خلال الضغط على حماس أو محاربتها.

المجتمع الدولي الذي تهيمن عليه قوىً عظمى، يكره حماس؛ لأنها تقف في وجه مخططاته الاستعمارية وتحول دون اندماج إسرائيل في المنطقة، وترفض الانصياع لشروط الرباعية والقرارات الدولية المنحازة لإسرائيل. ولذلك هو يحرِّض الأنظمة التابعة له لتنال من حماس أو تحتويها.

إن حماس ماضية في طريقها الذي اختارته على هدىً، وعينها على بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ( (رواه الإمام أحمد في المسند(21286) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ).