26.66°القدس
25.9°رام الله
26.54°الخليل
27.21°غزة
26.66° القدس
رام الله25.9°
الخليل26.54°
غزة27.21°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

احترم إرادة الشعب فرفعه

جميل أبو بكر
جميل أبو بكر
جميل أبو بكر

الحياة في اجواء الحرية تعمق الشعور بالكرامة, وتطلق طاقات الشعوب, وتفتح الطريق امام الخيرين, والمبدعين ليتقدموا الى مراكز القيادة والتأثير, والممارسة الديمقراطية الحقيقية ,تعبد السبل للمشاركة الشعبية الواسعة وللاصلاح الدائم. في ظل ديمقراطية ناهضة ولد حزب العدالة والتنمية على يدي زعيم قوي وموهوب, وعمل الحزب وقائده بإخلاص ,كان مرقاتهم في مجتمعهم وشعبهم. وكان اساس هذا التفوق وجوهره, الالتزام بقيم الامة والقيم الديمقراطية,وفهم الواقع بعمق ,والابداع في ادارة الموارد والعلاقات ,والبعد عن الفساد لا بل محاربته. كل ذلك وعوامل اخرى مكنت من تحقيق انجازات عظيمة في مجالات التنمية والاقتصاد والحياة الكريمة الرغيدة, عجز عنها كل الذين سبقوه في الحكم وادارة شؤون الدولة, الذين خلفوا واقعا يضج بالفساد. الشعب حمى النظام الذى وفي بتعهداته, واحترم إرادته, وحقق اغلب طموحاته, يشهد بذلك ازدياد شعبيته وهو في الحكم ,على غير المألوف في النظام السياسي الحزبي في غالب الاحيان. دافع الشعب إذن عن حريته وكرامته ومكتسبات الديمقراطية والانجازات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصناعية. تعاظم الشعب التركي في دفاعه عن الديمقراطية والكرامة, ورفض حكم العسكر ومراراته, وانتزع حق حمايتها وحماية خياراته السياسية والنظام من اي جهة, وانهاء وصاية العسكر على الشعب باسم وراثتهم مشروع اتاتورك العلماني المتطرف البغيض, وهزم الذين اعتادوا الانقلاب على خياراته ومصادرة إرادته ودعم الفاسدين والمتنكرين لهويته الثقافية والحضارية. دافع الشعب عن حكومة وزعيم وحكومة حصلت على 52|100 من اصواته بينما تتمنى شعوب اخرى ان تتخلص من زعماء حصلوا على 99|100من الاصوات بل عملت على اسقاطهم حيث استطاعت, ولكن الفرق بينهما كالفرق بين الحلال الخالص والحرام, والصلاح الباهر والفساد.

الزعيم والحزب اللذان ولدا في بيئة تعرف الكرامة وتمارس الديمقراطية ,واسهما بقوة في ترسيخها قيما وسلوكا ,لا يتوقع ان يغويهما الانقلاب الاخطر, واجتراح بطولات جديدة ومتميزة, التنكر للنهج الذي وفر كل المعطيات والمقومات لصعودهما, طلبا للتفرد في السلطة ووأد التعددية. كما ان الشعب الذي عرف معنى الكرامة وحمى الديمقراطية, بأجساد عارية الا من الوعي والارادة الفذة ,لا يسمح لاحد ان يستصغره, او الاعتداء على حقوقه ومنجزات الوطن التاريخية.واذا كان بعض من يبدون تخوفا من انقلاب اردوغان على الديمقراطية, ينطلق من تقديرات موضوعية ومبررة, فإن اخرين ينطلقون في ذلك من موقع الكراهية لكل ما يمت للاسلام بصلة,او من موقع الارتزاق ,او من كليهما معا. وهؤلاء الاخرون يحاولون الان جعل موضوع ملاحقة الانقلابيين والمتواطئين معهم ,الى بكائية على الحريات والحقوق الدستورية,وبث الرعب جراء الاصرار على تتبعهم بارتباطاتهم الخارجية,لصرف الانظار عن جرائمهم,وفي مقدمتها تقويض الدستور والقانون والانقلاب على حكومة منتخبة وديمقراطية,وسفك دماء المئات من الابرياء,ولتشويه مقاصد الحكومة الدستورية المنتخبة والرئيس اردوغان وحماية للانقلابيين وتخفيفا للاحكام المتوقعة بحقهم.بدا هؤلاء رسميون وشعبيون في منطقتنا العربية وفي الغرب ,يذرفون دموع التماسيح خشية على القانون وحقوق الانسان ,وهم الذين لم يستطيعوا ان يستروا عوراتهم او يخفوا افتضاح موقفهم وربما مشاركتهم في الجريمة,باستبشارهم بالانقلاب او الامتناع عن ادانته منذ اللحظة الاولى احتراما للقيم الديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب باختيار حكوماتها.ونحن مع تطبيق القانون وحق هؤلاء المجرمين بالعدل مهما عظمت جريمتهم.اعتقد ان هؤلاء العظماء ,الشعب والزعماء ,بما جسدوه من قيم وبطولة حقة سيلتزمون بالعدل والشرف,بعيدا عن دفع غرائز الثائر والانتقام. انها لحظة تاريخية عظيمة تؤسس لمرحلة جديدة ومغايرة ونهضة حضارية اصيلة في المنطقة كلها.