حطت طائرة "سولار إمبالس2" العاملة بالطاقة الشمسية الثلاثاء في عاصمة الإمارات العربية المتحدة أبو ظبي متممة جولة غير مسبوقة حول العالم شكلت تحديا تكنولوجيا وبشريا على حد سواء.
وهبطت الطائرة في مطار البطين، وهو المكان الذي بدأت منه رحلتها في التاسع من مارس/آذار 2015 في جولة قطعت خلالها أكثر من 42 ألف كيلومتر عبر أربع قارات، ولمدة تقترب من خمسمئة ساعة طيران من دون الاستعانة بأي قطرة وقود.
وأقلعت الطائرة من القاهرة يوم الأحد قاطعة مسافة 2763 كيلومترا في أكثر من 48 ساعة، خلال المرحلة الـ17 والأخيرة من جولتها حول العالم الهادفة إلى الترويج لمصادر الطاقة المتجددة.
وتناوب على قيادة الطائرة المستكشفان والطياران السويسريان برتراند بيكارد وأندريه بورشبرغ اللذان وضعا فكرة الطائرة التي يزيد طول جناحيها على جناحي الطائرة بوينغ 747، ويعادل وزنها وزن سيارة عائلية.
وحلقت الطائرة خلال رحلتها كلها على ارتفاعات تصل إلى تسعة آلاف متر وبسرعة تتراوح بين 45 وتسعين كيلومترا في الساعة, وتوقفت في 16 محطة في دول من بينها سلطنة عمان والهند وميانمار والصين واليابان والولايات المتحدة وإسبانيا ومصر.
إنجازات غير مسبوقة
وحققت الطائرة خلال رحلتها إنجازات غير مسبوقة، منها رقم قياسي جديد سجله بورشبرغ (63 عاما) لأطول رحلة طيران منفردة من دون توقف (نحو 118 ساعة بين اليابان وهاواي) قاطعا مسافة 8924 كيلومترا, كذلك كانت "سولار إمبالس2" أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي في رحلة بين نيويورك وإشبيلية قادها بيكار (58 عاما) في يونيو/حزيران.
وتدار محركات الطائرة الأربعة بطاقة مستمدة من أكثر من 17 ألف خلية شمسية مثبتة على الجناحين, وتعتمد على الطاقة الشمسية التي يتم تجميعها خلال النهار وتخزينها في بطاريات للطاقة الكهربائية للطيران خلال الليل.
يقول بيكارد إن هذا الإنجاز سوف يلفت أنظار العالم نحو الاهتمام بالطاقة النظيفة، وسيكون عاملا محفزا للشركات والأفراد لاستخدام الطاقة النظيفة في كل مناحي الحياة, وأضاف قائد الطائرة "انتظرت 15 عاما حتى أحقق حلمي بالتحليق بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، وفي هذه اللحظة التاريخية أرى الحلم وقد أصبح واقعا، وقدمت رسالتي للعالم".
بينما عبر بورشبرغ عن سعادته الكبيرة, مؤكدا أن الطائرة أصبحت الأولى التي تطوف العالم دون قطرة وقود واحدة, وأضاف القائد الثاني للطائرة "هدفنا أن يتجه العالم نحو الطاقة النظيفة، ونتمنى أن نلفت أنظار العالم نحو أهمية الطاقة الشمسية".
وشركة "مصدر" التي تعمل في مجال الطاقة الصديقة للبيئة ومقرها أبو ظبي هي الشريك الرسمي الراعي لـ"سولار إمبالس2" وتستثمر أبو ظبي الغنية بالنفط المليارات في الصناعة والسياحة والطاقة المتجددة لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.