يدرك البعض أهمية التسجيل في قوائم الناخبين لضمان حقه في الاقتراع، ويرفض آخرين فكرة الانتخابات انطلاقا من الواقع الفلسطيني الموحل، لكن الانتخابات حدد موعدها في تشرين أول القادم، فهل هي حاجة ملحة؟؟ أم تقليد تعارفت عليه الدول ؟؟!!
"خضر لافي" من بلدة صوريف قضاء الخليل يرى بأن الانتخابات مهمة، وتكمن أهميتها في رفع اللوم عن حماس بأنها ترفض أي تقارب مع الآخر، والمجالس المحلية تقوم على خدمة المجتمع وهذا من صميم فكرنا أننا نخدم وأولى الناس بخدمة المجتمع .وإذا أهل الحق ابتعدوا يعني ذلك أن ينتفش الباطل ويتوهم أهله أنهم على حق ..أقول هذا رغم ..المحاذير الأمنية والعقبات الكثيرة التي تواجه العمل.
هل النهضة تحتاج لانتخابات
د. أسعد العويوي أستاذ القضية الفلسطينية جامعة القدس المفتوحة يؤكد بأنه مع الانتخابات، لكنه يتساءل: هل نحن بحاجة إلى الانتخابات من أجل أن ننهض ببلدنا ومجتمعاتنا المحلية، أم نريدها عرض قوى بين الأطراف الرئيسة في الشعب الفلسطيني لكي نثبت من له في الشارع جماهير أكثر؟!.
وأضاف العويوي : "أنا مع التغيير عبر الاقتراع لكن بتوافق بين القوى وخاصة فتح وحماس والشعبية والقوى الأخرى على شخوص مهنية وطنية بامتياز تستطيع أن تنهض وتطور مجتمعاتنا المحلية وترتقي بها للأفضل".
وشدد العويوي على رفضه لفكرة انقسام جديد، قائلا: " لا نريد انتخابات تفضي بنا إلى انقسام جديد وإلى حصار فوق الحصار نريد نرتقي فوق خلافاتنا ونعي ما يُراد أن يفعل بنا لكي نتحول إلى "كانتونات" نقتتل مع بعضها البعض، أنا أرى أنه إذا كان هنا من هو حريص على وجودنا وكينونتنا على هذه الأرض أن يعمل من أجل ذلك وأن نعمل من وطننا وشعبنا واستمرار صموده على هذه الأرض لأن فيها شعب يستحق الحياة".
تكسير للجمود الحالي
صلاح الدين عواودة الباحث الأكاديمي الفلسطيني والخبير في الشؤون الإسرائيلية، يعتقد أن إجراء هذه الانتخابات مهم مثله مثل أي نشاط أو حراك سياسي على الساحة السياسية الفلسطينية! هذه الانتخابات تكسر الجمود الحالي حتى وإن لم تكتمل أو لو تم إلغاؤها لا سمح الله ولا بد أنها تخرج الوضع الفلسطيني عموماً من حالة الكوما التي يعيشها منذ عقد من الزمن. فمن ناحية الشارع الفلسطيني هناك تغيير إيجابي التغيير الإيجابي يظهر بالتفاعل مع الانتخابات خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي من حيث نقاش الانتخابات مرشحين وبرامج وإيجابيات وسلبيات ومخاوف وهذا في حد ذاته تغيير مهم وينعش الحالة السياسية على المستوى الشعبي.
وأضاف العواودة في مقابلته الخاصة مع "فلسطين الآن" :" أما على المستوى السياسي فإن الانتخابات فرصة للأحزاب السياسية لنفض الغبار عنها والتفاعل مع قواعدها الشعبية واكتشاف مدى شعبيتها من ناحية ونقاط ضعفها وإخفاقها من ناحية أخرى .كما أن الانتخابات إن تمت كما هو مرجو تعتبر خطوة على طريق انتخابات أخرى يستفيد منها الجميع وإن تمت إعاقتها أو إفشالها لأي سبب كان فإن ذلك دليل على أن إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة ليس ممكنا وإن كثيرين ممن يتحدثون عن الانتخابات مجرد يهربون للأمام وهم أول من يعرقل الانتخابات".
بعيدة عن تطلعات المواطنين
على صعيد العلاقة مع العدو الإسرائيلي ذكر العواودة أن إجراء الانتخابات يشكل امتحان له فيما يتعلق بأي انتخابات قادمة وهل سيسمح بحصولها أم لا إضافة لامتحان استعداد السلطة الفلسطينية بشقيها لهذه التجربة، من الآن ورغم أن الانتخابات لم تتم بعد إلا أن المتنافسين يبتعدون كثيرا عن نبض الشارع باتجاه الشعارات وإحصاء نسبة المؤيدين وحجم شعبية كل حزب أو فصيل بدلا من الحديث عن القضايا اليومية التي تهم المواطنين فالشعارات بعيدة عن نبض الشارع شعارات تتعلق بالماضي أو بمجالات تتعلق بالمقاومة والتاريخ النضالي لكل فصيل أكثر من تعلقها بمجالس بلدية ومهماتها والمرجو منها، وهذ مؤشر مهم على بقاء النخب السياسية الفلسطينية في فقاعة الشعارات بعيدا عن المواطن وتطلعاته.