استيقظ الرئيس من نومه مبكِّراً بعد موجة من الأحلام المزعجة التي تعرض لها في ليلته الماضية، ثم أخذ حماماً بارداً، وجلس بفناء فيلته الكبيرة التي تطل على جبال رام الله، أمامه كوبٌ من القهوة الفاخرة، وتدور في مخيلته مصطلحات جديدة " بدي أحلها، خلاص بيكفي، القصة مش صنعة، المهم الإرادة، شو ضايل في العمر، خير وخاتمة خير، خلي الناس تتذكرني بالخير، حرام الناس تعبت.." فعلا كان يريد عمل خيرٍ في خواتيمه تقيه من شر كوابيس الأيام القادمة...
أحضر ورقة بيضاء وقلم أزرق وكتب فيه مرسوم رئاسي بخط اليد.... أدعو كافة فصائل العمل الوطني والقوى والتيارات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني وذلك في تاريخ 1-12-2016 في العاصمة القاهرة، لانتخاب مجلس وطني جديد دون أي شروط أو متطلبات... لم تأخذ الورقة خمسة دقائق، عممها مكتبه على جميع الفصائل وتستعد الفصائل للانتخابات الجديدة.
في اليوم الثاني أحضر ورقة أخرى وكتب فيها مرسوماً رئاسياً.... إعادة هيكلة منظمة التحرير لتضم كافة التيارات والفصائل بما يتناسب مع وزنها في الشارع، وذلك في تاريخ 1-1-2017 وتم تعميم الورقة على الجميع... وفي اليوم الثالث كتب بخط يده مرسوماً جديدا يدعو لانتخابات رئاسية في 1-3-2017 ثم انتخابات تشريعية في 1-6-2017، ثم استفتاء عام على الدولة والمشاركة في المنظمات الدولية في 1-8-2017.
15 دقيقة كانت كفيلة بانهاء المعاناة التي استمرت لسنوات طويلة....9 شهور نحل فيها كل الإشكاليات العالقة من انقسام ودولة واستفتاء.... شفتووو قديش الأمر سهل، بس الرئيس غارق في الأحلام والإملاءات، والخلافات الشخصية والثروات.
لو كنت رئيساً لحللت المسألة بمرسوم واحد فقط فيه كل التفاصيل، لكن العين بصيرة والإيد قصيرة.
