26.66°القدس
25.9°رام الله
26.54°الخليل
27.21°غزة
26.66° القدس
رام الله25.9°
الخليل26.54°
غزة27.21°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

الانتخابات المحلية: الموافقة دون توافق

محمد رمضان الأغا
محمد رمضان الأغا
محمد رمضان الأغا

تفاجأت بعض الفصائل ومعظم شعبنا بتحديد موعد للانتخابات المحلية الفلسطينية دون توافق سابق، أو اتصالات تمهد الطريق أمام خطوة _لا ريب_ لها انعكاساتها وآثارها المحلية والإقليمية، بل لا نبالغ إذ قلنا: إن جهات دولية متعددة تنتظر نتائج هذه الانتخابات، لما سيكون لها من أثر في استقراء مستقبل منطقة غير مستقرة تموج بالحروب والأحداث المختلفة.

صحيح أن انتخابات 2006م التشريعية قد أحدثت هزة إقليمية كبرى، لا تزال آثارها حتى اليوم واضحة وبارزة ولها ارتداداتها المتعددة في اتجاهات شتى، حتى إن بعضًا يومها أسماها (تسونامي)، بغض النظر عن علاقة المصطلح الطبيعي بالحدث السياسي الذي فاجأ ربما حماس كغيرها من الفصائل والمراقبين والسياسيين والإستراتيجيين.

إن موافقة حماس على دخول الانتخابات وعلى إجرائها في غزة بغض النظر عن صورة دخولها كفاءات أو أي صورة أخرى كانت _لا شك_ مفاجئة لكثيرين، خصوصًا أنه _على ما يبدو_ قد نوقش ذلك بعمق ضمن الآليات المعقدة نوعًا ما في طبيعة ومنظومة اتخاذ القرار لديها، ولا شك أنه أربكت موافقة حماس جهات مختلفة وعلى مستويات مختلفة، ما قاد فورًا إلى تغيير مهم لدى الفاعلين على الساحة الفلسطينية الداخلية من حيث الرؤية والهدف والآليات والنتائج المتوقعة في كل من الضفة وغزة، فالأمر هذه المرة مختلف تمامًا عن انتخابات 2012م المحلية، التي خاضتها فتح مع نفسها إلى درجة أن عددًّا مهمًّا من المجالس المحلية فاز بالتزكية.

إن موافقة الحركتين الكبريين على إجراء الانتخابات المحلية بلا توافق دلالة على أن الطرفين يرغبان في المصالحة، لكن عوامل خارجية ربما تكون هي العائق الأكبر أمام ذلك؛ فالمصالحة _مثلًا_ لها انعكاسات خارجية ضمن التوازنات الإقليمية والحسابات السياسية، أما الانتخابات المحلية فهي ذات انعكاسات داخلية لا تؤثر كثيرًا على الأوضاع الإقليمية والخارجية، وإن كان الطرفان يميلان الآن، كلٌّ يريد اختبار قدرات الآخر ووزنه الانتخابي ليثبت لجمهوره والآخرين أنه لا يزال محتفظًا بقوته، إذًا الانتخابات المحلية إن أجريت فسوف تكون مؤشرًا قويًّا على نجاح هذا الطرف أو ذاك _حسب النتائج_ بالضفة أو غزة أو كلتيهما في إقناع الجمهور برؤيته السياسية، إما التفاوض مسارًا للحل أو المقاومة، أما نتائجها فسوف يكون وقعها السياسي إقليميًّا مؤثرًا بدرجة مهمة في صناعة توجهات وسياسات ووجهات نظر بشأن مستقبل المنطقة، خصوصًا في ظل مؤشرات وجهود تطبيعية يبذل الكيان الصهيوني كل جهده في سبيل إنجاحها، لما لها من تأثير في إعادة رسم الخريطة السياسية الجديدة؛ فالمقاومة هي آخر ما تبقى من حصون تعمل ضد التطبيع وتكافحه، مع جمهور عربي إسلامي متضامن، لكنه مختلف جذريًّا مع توجهات حكوماته الرسمية.

لا شك أن النتائج في الضفة وغزة ستكون مختلفة نوعًا ما، وذلك لطبيعة البيئة السياسية، وسيبذل الجميع جهودًا مضنية في عمليات التحشيد والدعاية الانتخابية، والمتأمل في الوضع بعمق لابد أنه يعي تمامًا الفروقات في البيئة السياسية والاجتماعية وانعكاسها المتوقع على النتائج، لكن لن يكون ذلك بطريقة دراماتيكية، إن الخبراء والمختصين مزودون بالأرقام والمعلومات ربما يكونوا قد أوشكوا على الانتهاء من رسم خريطة النتائج لكافة المشاركين، لكن عليهم ألا ينسوا السيناريو الأكثر رعبًا للجميع، وهو سيناريو المفاجأة الذي يربك الحسابات والأرقام والخرائط وكل الخبراء.

إن إحراز المقاومة نجاحًا في هذه الانتخابات وحده يحمل رسائل متعددة الاتجاهات والمستويات والمضامين، بل ما يسميه صناع القرار اليوم "هندسة النتائج"، صحيح أن المعركة الانتخابية ستكون حامية الوطيس، لكنها أيضًا ستكون في الوقت نفسه تنافسًا مهمًّا في خدمة المواطن، خصوصًا الدخول في مجال التنمية المحلية الشاملة والمتعددة المجالات، التي لا ريب أنها التحدي الأكبر لكل المتنافسين من الخصوم العند.