26.66°القدس
25.9°رام الله
26.54°الخليل
27.21°غزة
26.66° القدس
رام الله25.9°
الخليل26.54°
غزة27.21°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

حاجز حوارة ساحة إعدام

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

الموت السريع بإطلاق الرصاص الحي؛ صار هو ضريبة عادية ومعروفة سلفا لدى الشعب الفلسطيني لمن أراد عبور حواجز الاحتلال ومنها حاجز حوارة؛ وفبركة مسرحية حيازة سكين أو وضع سكين قرب الضحية باتت من المسلمات وحركة روتينية من قبل الجنود فور قيامهم بأي عملية إعدام ميدانية سريعة؛ لتبرير جريمتهم.

فلم يعد حاجز حوارة؛ مجرد وسيلة للخنق والتضييق على المواطنين الفلسطينيين في حرية الحركة ومصيدة لاعتقالهم وإذلالهم؛ بل أصبح ساحة إعدام للمواطنين الفلسطينيين لمجرد عبورهم للحاجز؛ لا أكثر ولا أقل!

كانت كل جريمة الشهيد الشاب رامي عورتاني (31 عامًا)، أنه مارس حرية الحركة، وأراد التنقل في ربوع الوطن لأجل لقمة عيشه؛ فكان خمسة من جنود الاحتلال له بالمرصاد، ليطلقوا عليه النار مساء الأحد ( 3172016) على حاجز حوارة جنوب نابلس بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، ما أدى إلى استشهاده على الفور.

الجنود أخرجوا الشهيد من داخل مركبته وأطلقوا عليه النار، هكذا دون سبب يذكر، ولتبرير الجريمة زعم الجنود انه اخرج سكينا وأراد طعن الجنود، وهو ما نفاه شهود عيان تواجدوا على الحاجز لحظة إطلاق النار.

شخصيا؛ مررت مئات المرات عبر الحاجز؛ ورأيت كيف يتصيد الجنود المركبات التي بداخلها شبان صغار السن، فالمركبة التي فيها شبان أو يقودها شاب؛ يكون مصيرها التوقيف والتفتيش، وما يلحق بالشبان من قتل أو اعتقال أو جرح؛ وفي أحيان كثيرة لمجرد التسلية وقتل الوقت لا أكثر ولا أقل؛ لدى جنود الحاجز؛ التي عيونهم تقدح شررا وغضبا وحقدا على ما كل هو فلسطيني يعبر الحاجز.

أطفال وفتيات صغيرات السن؛ جرى إعدامهن بدم بارد على حواجز الضفة، ومنها حاجز حوارة الذي يصفه الفلسطينيون بحاجز الموت ومن ألعن الحواجز وأصعبها، فجرائم الإعدام التي ينفذها جنود الاحتلال على الحواجز تتنافى مع مبدأ الضرورة والتمييز، وكان بإمكانه بكل سهولة اعتقال طفلة رفعت مقصا، أو طفل أو شاب عبر الحاجز.

تنتشر في الضفة الغربية مئات الحواجز اللعينة؛ من بينها حواجز ثابتة؛ للقتل والاعتقال، وتوجد عشرات الحواجز الطيارة، التي تنصب لساعات على الحواجز، بمعدل يتراوح بين 40-50 حاجزاً في الأسبوع الواحد.

"نتنياهو" دائما يصرح في المحافل الدولية؛ بأن جيشه هو الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم؛ مع أن الحقيقة هي أنه الأكثر وحشية وإجراما، وهو قتل 546 طفلا في غزة خلال حرب العصف المأكول عام 2014 بكبسات على أزرار الحواسيب، وهو ما أكدته ووثقته منظمة حقوقية – بتسيلم - داخل دولة الاحتلال.

المشكلة في الاحتلال فقط؛ وهو أصل كل الشرور والمصائب، ولو لم يكن يوجد احتلال في الضفة الغربية؛ لما اعدم الشاب عورتاني، وما دام الاحتلال موجودا سيبقى يُعدم أطفال وشبان صغار السن؛ وهو ما يعيد طرح سؤال: إلى متى، وكيف الخلاص؟!.

من يظن أن الخلاص من الاحتلال هو بالعودة للمفاوضات؛ هو مخطئ 100%؛ لأن الاحتلال كان من المفترض أن يقبل بقيام دولة فلسطينية خلال خمس سنوات من فترة "اوسلو" الانتقالية قبل 18 عاما؛ لكن الاحتلال جعل الفترة الانتقالية فترة دائمة، وهو ما يستدعي دفن "اوسلو" والقفز عنه؛ لمن أراد أن يحرر وطنه!