رسميا، أعلن في مدينة نابلس، عن انطلاق مبادرة "صندوق تكافل المياه"، الذي تم تأسيسه بالشراكة بين بلدية نابلس وعدد من المؤسسات الرسمية والأهلية، وتحديدا جمعية "عيبال" الخيرية في العاصمة الأردنية عمّان، وهي تمثل أبناء نابلس في الأردن، تعزيزا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي تتميز به مدينة نابلس وأبناؤها سواء داخل الوطن أو خارجه.
فكرة الصندوق طرحت في تشرين الثاني 2015، وتم التباحث فيها بين بلدية نابلس وعدد من مؤسسات المدينة، ومن ثم تم تشكيل هيئتين إدارية وعامة للصندوق. وقد قامت المؤسسات المذكورة بوضع نظام أساسي تم التوقيع عليه، وصادق عليه وزير الحكم المحلي.
يقول رئيس بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة لمراسل "فلسطين الآن" إن الصندوق يهدف للمساهمة في حل مشكلة تسديد أثمان المياه الشهرية عن عدد من الاشتراكات التي تعود للعائلات الأكثر ترشيدا، من جهة، وكذلك من ذوي الدخل المحدود من ناحية أخرى.
الفكرة تحفز المواطنين على ثقافة ترشيد استهلاك المياه في المدينة والمخيمات. إذ أن أي عائلة تستهلك 8 أمتار مكعبة من المياه أو أقل شهريا، أو تقل فاتورتها الشهرية عن 42 شيكلا (ثمن الأمتار الثمانية)، ستصبح تلقائيا مستفيدة من الصندوق، الذي سيحمل عنها نصف المبلغ، على شرط أن تسدد ما عليها أولا بأول.
وحسبما المعلومات، لن يغطي الصندوق الديون المترتبة على الاشتراكات المنزلية للمواطنين التي تبلغ أكثر من 145 مليون شيكل.
حسابات بنكية
وبعد استكمال كل الإجراءات قانونيا، جرى فتح حسابين بنكيين للصندوق لدى فرعي البنك العربي في نابلس والشميساني بعمان، بحيث يتم التعاون مع جمعية عيبال الخيرية، التي أبدت استعدادها للترويج للصندوق بين أبناء نابلس المقيمين في الأردن والخارج، إذ بلغ مجموع التبرعات للصندوق حتى الآن 8500 دينار.
وأكد طبيلة طريقة عمل الصندوق، الذي سيغطي نصف فاتورة المياه للاشتراكات المنزلية في مدينة نابلس والمخيمات التي يقل استهلاكها الشهري عن 8 أمتار مكعبة من المياه، متوقعا أن يصل عدد الاشتراكات المستفيدة حوالي 13200 اشتراك.
لكن رئيس البلدية شدد على أن الصندوق سيغطي فقط الدفعات الشهرية لاستهلاك المياه للاشتراكات المنزلية فقط، مبينا انه سيتم لاحقا دراسة امكانية المساهمة في تسديد بعض الديون المترتبة على الأسر الفقيرة على ضوء المبالغ التي ستتوفر في الصندوق.
أموال الزكاة
في المرحلة الأولى ومدتها ثلاثة شهور، سيتم توظيف ما يتم جمعه من مبالغ لفائدة أصحاب الاشتراكات ممن يستحقون أموال الزكاة، وذلك إلى حين ايجاد آلية للفصل بين أموال التبرعات وأموال الزكاة المقدمة للصندوق، وحسب ما يتم إقراره من الهيئة العامة له.
لكن شقيق رئيس البلدية، الحاج محمد سامح طبيلة الذي يشغل منصب رئيس لجنة الزكاة في نابلس، شدد على ضرورة الفصل التام بين أموال الزكاة والتبرعات الشخصية، لأن أموال الزكاة لها مصارفها المحددة شرعا، ولا يجوز إفادة الميسورين منها.
من هنا جاء اقتراح الرئيس الأسبق للجنة زكاة نابلس الدكتور عبد الرحيم الحنبلي بضرورة تشكيل لجنة بحث اجتماعي دائمة، من أجل القيام بمسح اجتماعي دوري، وتقدير قيمة المساهمة، والتواصل مع المؤسسات والجهات المتبرعة من اجل ديمومة التبرعات للصندوق.
تبرعات سخية
ولتفعيل الصندوق محليا، فتح القائمون على المبادرة الباب أمام دعم المواطنين للأسر الفقيرة والمحتاجة غير القادرة على تسديد اشتراكات المياه، بقيمة 20 شيكل شهريا فقط لكل أسرة.
وعلى الفور، استجاب عدد من رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية للنداء، إذ بلغت قيمة التبرعات في اليوم الأول لتفعيل الصندوق 30 ألف دينار أردني تقريبا، تضاف لـ8500 الموجودة في رصيده وقت الاعلان عنه، ما يعني وجود مبلغ 38500 دينار فيه في باكورة انطلاقته.
وكانت الخطوط الأولى للمبادرة، أعلنت رسميا من عمّان من داخل مقر جمعية عيبال الخيرية في شباط 2016، بحضور رئيس البلدية سميح طبيلة ورئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، ورئيس الهيئة الإدارية في جمعية عيبال المهندس عبد العفو العالول اللذان تعود جذورهما لمدينة نابلس.
وقال العالول إن صندوق تكافل المياه يعد باكورة التعاون بين الجمعية وبلدية نابلس، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في نابلس في دعم المشاريع التي تخدم المجتمع.
وطلب رئيس البلدية الاعلان عن أرقام الحسابات البنكية للصندوق، وهي:
البنك العربي فرع نابلس.. حساب رقم 400002/503 دينار، حساب رقم 400002/573 شيكل، حساب رقم 400002/514 دولار.
وفرع البنك العربي في الشميساني-عمان على حساب رقم: 015206/0118.