23.3°القدس
23.01°رام الله
22.66°الخليل
26.54°غزة
23.3° القدس
رام الله23.01°
الخليل22.66°
غزة26.54°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

جبهة غير جاهزة وذرائع حاضرة

هشام منور
هشام منور
هشام منور

ما من شك أن عقيدة الحرب والاعتداء على الآخرين سمة أساسية في السياسة الخارجية للكيان المحتل والمغتصب عددًا من الأراضي العربية، وفي مقدمتها فلسطين المحتلة.

مع وجود فجوات خطيرة في استعدادات جبهتها الداخلية لأي حرب مقبلة تعتزم الحكومة الإسرائيلية التي تعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الغاصب؛ حذّرت سلطة الطوارئ القومية في كيان الاحتلال من احتمال نشوء الحرب، وأكدت أنها تحتاج إلى نحو نصف مليار شيكل أخرى سنويًّا مدة خمس سنوات، للتغلب على هذه الفجوات، وتحديدًا فيما يتعلق بحماية البنى التحتية الإستراتيجية وجاهزية السلطة المحلية وجهازي الرفاهية والصحة.

بحسب السيناريو الذي أعدّته سلطة الطوارئ القومية والجبهة الداخلية يجب الاستعداد إلى الهجمات الصاروخية على جبهتين _على الأقل_: لبنان وغزة في آن واحد، وتتبنّى السلطة فرضية سقوط 1500 صاروخ يوميًّا على كيان الاحتلال، انطلاقًا من الجبهة الشمالية فقط، ويشمل هذا العدد أيضًا عشرات الصواريخ الدقيقة والطويلة المدى ضمن مدة قد تستغرق أسابيع عدة، تغطي خلالها صواريخ حزب الله كل الأراضي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، فهل فعلًا تبقى فرضية احتمال نشوب حرب بين لبنان والكيان مستبعدة؟، يرى بعضٌّ أن كيان الاحتلال لا مصلحة له اليوم بحرب في لبنان، وإن حزب الله أكثر حرصًا على ضبط الجبهة الجنوبية كي لا ينشغل عن معركته الأساسيّة في سوريا.

الحرب في حال صحّت فرضية الحرب بين لبنان وكيان الاحتلال سوف تترك _لا شك_ تبعات مدمرة، لأن لبنان يعاني في ظل الظروف الراهنة، ولا يمكن مقارنة الوضع الحالي للبنان بما كان عليه في عام 2006م، إذ كان هناك تضامن لبناني أكبر، إضافة إلى التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من أن الرد قد يكون أكثر تدميرًا من الرد الذي حصل في حرب عام 2006م.

ما الذي يردع أي حرب بين لبنان وكيان الاحتلال اليوم؟، الظروف الإقليمية والسياسية قد لا تكون مواتية على المستوى العام، علمًا أن الإسرائيلي قد لا يكون جاهزًا لتلك الحرب على لبنان أو في المنطقة، ولكن نعرف أن كيان الاحتلال قد لا يحدّد نتائج تلك الحرب، بعدما عاش تجربة 2006م التي كانت مريرة عليه، فهي تجربة دخل فيها بخطورة، علمًا أنه كان يخوض كل حروبه على العرب خارج حدود الأراضي العربية التي يحتلها، لكن هذه المرة كان جزء من الحرب داخل تلك الأراضي، وشعر بأنه مهدّد، وهذا لم يحصل من عام 1948م حتى عام 2006م.

الاحتلال الإسرائيلي مع كل التحذيرات بعدم جاهزية جبهته الداخلية قد لا يتوانى عن إيجاد أي ذريعة من أجل افتعال حرب مع لبنان، لكن في ظل الظروف التي نعيش وحدود توازن الرعب بين القوى ندرك أنه قد تكون هناك مغامرة في الإقدام على تلك الحرب، وقد يكون الأمر رادعًا لأي عملية مستقبلية.

التضامن اللبناني في كل الأحوال، والاستعداد إلى مواجهة أي عدوان قد يتذرع الاحتلال لشنه يجب أن يكونا حاضرين، بغض النظر عن أي خلافات سياسية، والظروف الصعبة التي يعيش فيها لبنان تحتم على أبنائه نبذ الخلافات والتوازنات السياسية والانتماءات الضيقة لمصلحة تغليب مصلحة الوطن، وهو أمر طالما لعب الاحتلال الإسرائيلي عليه مطولًا عندما يواجه أي أزمات داخلية؛ فيهرب منها بافتعال حرب خاطفة وتصدير أزماته إلى الخارج.

تبقى حصة غزة من أي عدوان غادر، ولعل تحصين المقاومة بغزة بأسلحة متنوعة عسكرية وعلاقات سياسية مع دول إقليمية يجنب القطاع تبعات أي غدر محتمل من كيان الاحتلال، لكن التاريخ شاهد على خذلان العالم للفلسطينيين، واكتفائه بالدعوات وعبارات الشجب والتنديد.