أعلن المهندس عدلي يعيش، رئيس بلدية نابلس سابقا أن قائمته التي سيخوض من خلالها انتخابات البلدية المقررة في الثامن من أكتوبر القادم، ستحمل اسم" نابلس للجميع"، وسيتم تشكيلها ضمن معاييرَ مهنية تقوم على أساس خدمة المواطنين، وتضم في عضويتها المخلصين من أبناء نابلس ممن لديهم الخبرة في العمل العام، وممن يتميزون بالوطنية والكفاءة والهمة العالية دون محاصصة حزبية أو فصائلية".
وفي حوار مع "فلسطين الآن" شدد يعيش -الذي قاد المجلس البلدية في نابلس منذ عام 2006 حتى نهاية 2012- أنّه لا يسعى لمنصب أو كرسي هنا أو هناك، بل إيمانا منه ومن فريقه بأن العمل العام وخدمة المواطن هو من باب طاعة الله والواجب الوطني وأداء الأمانة، قائلا "هدفنا على الأقل وقف التدهور الحاصل في كافة مناحي الحياة، وتحديدا الجوانب الخدماتية والاجتماعية، وحتى في علاقة الناس بعضهم ببعض".
وتابع "لا شك أن الوضع يتدحرج بتسارع نحو الهاوية على مختلف الأصعدة، وسابقا كان للبلدية دور وطني كبير، إضافة لما تلعبه في تسهيل حياة المواطنين من خلال وضعها وتطبيقها للخطط الاستراتيجية في قطاعات المياه والبنية التحتية وغيرها".
وأضاف أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتأرجح في المدينة دفعه للتفكير وبشكل جدي بتشكيل قائمة مستقلة بعيدة عن الحزبية، آخذا بعين الاعتبار احتياجات النابلسيين وكل من يسكن المدينة من خارجها، بهدف التخفيف من الآثار السلبية على المدينة بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها.
ولخص حال قائمته بالقول، إن "هناك كثير من الأسماء والعديد من المشاورات في هذا الخصوص، لكن الأهم هو أن تكون القائمة موحَدة وموحِدة للمجتمع النابلسي، وأن لا تخلو من العنصر الشبابي، ومن الدور النسائي، وخبرة كبار السن".
معايير الاختيار
وفي التفاصيل، وتحديدا عن المعايير التي وفقها سيتم تشكيل قائمة -نابلس للجميع-، فتكمن -وفق يعيش- "في استعداد أفرادها للعمل العام خالصا لوجه الله الكريم، كما أن جزءا منهم كانوا أعضاءً في مجالس بلدية سابقة، اكتسبوا الخبرة في مجال العمل العام الخدماتي، ولديهم رؤية واضحة عن احتياجات نابلس، وما يمكن بناءه على أساس تراكمي يجمع خبرات المجالس السابقة وبما يؤسس للمجالس اللاحقة بالإضافة إلى ضرورة أن تضم خبراء في التخطيط بعيد المدى".
وأكمل يعيش حديثه عن شكل القائمة ومعاييرها قائلا: "يجب على القائمة أن تجمع كفاءات مهنية من أبناء نابلس المخلصين، مع الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الوطنية والاجتماعية والسياسية".
وأضاف: "من بين المرشحين ليكونوا ضمن قائمة (نابلس للجميع) أشخاص لديهم علاقات اجتماعية جيدة، وارتباطات حقيقية بالجميع، من أجل محاولة ترميم النسيج الاجتماعي النابلسي الآخذ بالتآكل والتفكك.. بمعنى موحٌدة للجميع النابلسي، ومعززة لانتماء كافة سكان نابلس، "فالوضع الحالي يحتاج الى جهد الجميع دون استثناء للنهوض بواقع المدينة إلى بر الأمان" على حد قوله.
تقسيم الأعضاء
كما ستراعي عنصر الشباب الذين وصفهم يعيش بـ"أمل هذه الأمة بغرض تحفيز طاقاتهم ورفع سويتهم في خدمة أهالي نابلس ووطننا فلسطين" على حد تعبيره.
وتضم القائمة، 15 مرشحا، مقسمين كالتالي: 3 أشخاص على الأقل خبراء في التخطيط بعيد المدى -في كل مناحي الحياة وليست فقط في المياه والشوارع والنظافة- وممن لديهم القدرة على الاستفادة من خبرات الاخرين، سواء الاستعانة بخبراء من جامعة النجاح الوطنية أو من اعضاء المجتمع المحلي بهدف تكوين أفكار جديدة وبناءة.
أولويات العمل
وركز أنه في حال فاز في الانتخابات البلدية فسيكون على رأس أولوياته تطوير وتعزيز ايرادات البلدية، ليس فقط من خلال الضرائب، بل من خلال استثمار أملاك البلدية بما يعود بالنفع المادي عليها لحل كل المشاكل المالية التي تعاني منها.
لكن التحدي الأكبر هو ما بعد الانتخابات، وبالقدرة على النهوض بعيدا عن أي مناكفات، للبدء بالتغيير الحقيقي والعمل المشترك من أجل انهاء الانهيار وبدء البناء في نابلس وفي بلديتها ذات البعد التاريخي المشهود له على مر كل المجالس البلدية السابقة والحالية.
التحالفات واردة
وحول ما يقال عن إمكانية تحالفه مع قائمة تتبع حركة فتح، فشدد يعيش على أن "المهنية والقدرة على العطاء وخدمة البلد"، هي الفيصل. وشرح ذلك بقوله "فتح تنظيم نحترمه، ولديهم من الكفاءات القادرة على النهوض بنابلس، ولكن أي توافق أو تحالف يجب أن يقوم على أسس واضحة سليمة حتى يستمر، وأبرزها المهنية والتخصص".
ولم يخف يعيش أن قيادات من حركة فتح تتحدث معه باستمرار عن أهمية التوافق على قائمة مهنية تضم الجميع، كون العمل في المجالس البلدية والقروية خدماتي بالدرجة الأولى، وهو أمر مرحب به، لكن جدد رفضه للمحاصصة وتقسيم المرشحين وفق تنظيماتهم السياسية.