خسائرٌ لم تكن في الحسبان، تكبدها مزارعو العنب في قطاع غزة، بعد إصابة محاصيل العنب لهذا العام بمرضين فطريين هما البياض الدقيقي والبياض الزغبي، واللذين تسببا بإصابات كبيرة في محصول العنب كبدت المزارعين خسائر مالية.
المزارعون أكدوا لـ"فلسطين الآن"، أن إصابة محصول العنب بهذه الأمراض الفطرية تسببت بخسائر كبيرة أفقدت المزارعين أكثر من 50% من محصول العنب، بل إن بعض المزارعين فقدوا محصولهم بنسبة 100%.
خسائر 30 %
أما وزارة الزراعة فقالت: "إن مرضيْ البياض الدقيقي والزغبي قد يسببا خسائر في محصول العنب تصل إلى 30% من إجمالي المحصول المتوقع لعام 2016".
وكان الإنتاج المتوقع قبل الإصابة بالمرض حسب وزارة الزراعة، أكثر من 5500 طن، إلا أن مرضيْ البياض الدقيقي والزغبي قد تسببا بخسائر كبيرة في محصول العنب وصلت إلى أكثر 50% حسب مزارعين.
المزارع "أبو محمد شملخ" من حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، بيّن خلال حديثه لمراسلنا، أن ما يقرب من 60-70% من محصول العنب أصيب بهذا المرض.
وأشار، إلى أن التغيرات المناخية المفاجئة التي حصلت في الفترة السابقة هي التي تسببت بإصابة محصول العنب بهذا المرض.
وأضاف شملخ، أن "المرض انتشر بسرعة كبيرة في محصول العنب حيث أصيبت أوراق الشجرة والمحصول على حد سواء ما جعل لونها أحمر".
ونفى في رده على تصريحات وزارة الزراعة، "أن يكون المزارع قد قصر في الاهتمام بمحصول العنب وأنها تبقى إرادة الله بأن يصيب المرض أشجار العنب لهذا العام.
ولفت شملخ، إلى أن هذا المرض أثّر في أسعار بيع العنب، والتي وصلت إلى 10 شواقل للكيلو الواحد.
أما المزارع حامد السموني، والذي فوجئ بإصابة محصول العنب لديه بهذا المرض خاصة أنه مزروع في منطقة بعيدة عن سكنه فلم لم يلاحظ ما الذي يحصل لمحصوله، والذي اعتبر أن إصابة العنب بهذه الأمراض جعله حائرًا في أسلوب معالجته وأي الأدوية يستخدمها.
وأضاف: "إن المرض الذي أصاب العنب قضى عليه بنسبة 80% وأن أرضه لم تنتج ربع ما أنتجته العام الماضي".
وذكر السموني، أن الخسارة التي تكبدها، ليست مقتصرة على المحصول فقط بل امتدت إلى تكاليف الاهتمام بالمحصول من أدوية ورعاية مستمرة له.
ويُظهر المرض على أوراق أشجار العنب، الجفاف ما يجعلها تتساقط هي وقطوف العنب التي تصبح بلا فائدة.
مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة، نزار الوحيدي، أوضح أن محصول العنب وخلال فترة الإزهار وبداية الإثمار أصيب بمرضين فطريين بتعاقب غير تقليدي وهما مرضا البياض الدقيقي والبياض الزغبي.
وبيّن أن مرض البياض الزغبي يصيب أشجار العنب حيث يظهر على السطح العلوي للأوراق على هيئة بقع غير منتظمة تختلف مساحتها باختلاف شدة الإصابة، يقابلها على السطح السفلي نمو زغبي أبيض وهو عبارة عن الأكياس الجرثومية التي تخرج من الثغور وتتسبب بموت أنسجة المناطق المصابة من الأوراق لتتحول إلى اللون البني وعند اشتداد المرض تتساقط الأوراق.
الأسباب
وعزى الوحيدي إصابة العنب بهذا المرض، إلى الارتفاع في نسبة الرطوبة النسبية، ما أدى إلى إصابة محصول العنب بالمرض بصورة كبيرة جداً.
وقال: "إن الخسارة الكبيرة في محصول العنب جعلتنا نحتاج إلى تعويض النقص في الاحتياجات منه من خلال استيراد العنب من الضفة الغربية بشكل أكبر من الأعوام الماضية".
وتصل المساحة المزروعة بالعنب البذري في القطاع إلى مساحة 5064 دونما منها 4135 دونما مزروعة بالعنب المثمر و929 دونما مزروعة بعنب غير مثمر.