مثّل شهداء قادة المقاومة بدمائهم الزكية وقودًا للعمل المقاوم على مدار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وحقق عطاؤهم الجهادي تطويرًا نوعيًا في طبيعة المواجهة والتحدي، خاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وفي الذكرى الثانية لمعركة "العصف المأكول" واستشهاد أبرز قادة المقاومة محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم في مثل هذا اليوم قبل عامين 21 أغسطس لعام 2014م في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تجدد عوائلهم وأبناؤهم العهد على مواصلة طريق المقاومة، ويؤكدوا أن التضحية هي سبيل التحرير والنصر والتمكين.
عهد على المواصلة
وخلال حديث "فلسطين الآن" مع ربا محمد أبو شمالة (14 عامًا) ابنة الشهيد القائد أبو شمالة استهلت بقولها:"صحيح أن شعور الفقد مؤلم، وأن تفقد والدك في لحظة ما صعبٌ جداً، ولكن الحمد لله نحن صامدين وثابتين على طريق الجهاد".
وأضافت معقبة على ذكرى استشهاد والدها الثانية: "هذه لا أعتبرها ذكرى استشهاد والدي، لأن والدي حي في قلوبنا، وكما قال الله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون"، والحمد لله يجب أن نظل ثابتين".
وأكدت أبو شمالة أن تحرير فلسطين لا بد له من تضحيات ودفع ثمن لهذا التحرير، متسائلة: "فكيف نريد أن نقاوم الاحتلال إذا كنا ضعفاء وليس لنا دور؟ وكيف نريد أن نحرر فلسطين إذا خفنا أن نقدم الشهداء والجرحى وتهدم بيوتنا؟".
وشددت "استشهاد القادة لا يؤثر علينا، وكل بيت يجب أن يقدم تضحيات من أجل ترابنا وأرضنا، ودائما نحن ندفع الثمن ونضحي ونقدم، وإن شاء الله خليل سيكمل مسيرة والده"، و "يجب أن نشد على أيدي بعضنا ونجاهد حتى نحرر فلسطين ونأخذ بثأر كل الشهداء القادة ونأخذ حقنا بأيدينا".
وقالت: "نجدد البيعة مع كتائب القسام وقائدها العام محمد الضيف، وبالنيابة عن جميع أبناء القادة نشد على يده وندعو له، وإن شاء الله يبقى مقاوم ويبدع في محاربة الاحتلال، ومعه سويًا سنحرر فلسطين".
ووجهت رسالة لفصائل المقاومة بضرورة الوحدة والتماسك، وأن تكون فلسطين هي الرابط الوحيد التي تجمع الفصائل ويقاموا من أجل تحريرها.
العدو لا يعرف إلا القوة
ومن ناحيته اعتبر محمد صبحي العطار (55 عامًا) شقيق الشهيد القائد العطار أن ذكرى استشهاد القادة تذكر بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة وغطرسته التي أدت إلى قتل الآلاف من الأبرياء.
وقال في حديثه لـ"فلسطين الآن":" هذه الذكرى تعيد لنا ذكرى النكبة والهجرة من ديارنا، وتعطينا درسًا أن العدو لا يعرف إلا لغة القوة والدماء، وتذكرنا بالشهداء القادة من القسام وباقي الفصائل، هؤلاء الذين أفنوا أوقاتهم من أجل دين الله وجهادا في سبيل الله من أجل أرضهم وترابهم ومقدساتهم".
وأضاف: "نسأل الله أن يحفظ فصائل المقاومة جميعًا، وأن يكون الهدف الوحيد هو العدو الإسرائيلي من أجل تحرير الأرض الطاهرة وتحقيق الأمان لأبناء هذا الشعب الفلسطيني الذي ضحى ورابط، خاصة أبناء قطاع غزة الذين حافظوا على قضيتهم الشريفة".
وأشار العطار أن القائد "أبو أيمن" كان في الحديث العائلي همه على الأسرى في السجون الإسرائيلية، ويسعى ويتمنى أن يرى السجون مبيضة، ويرى جميع الأسرى والأسيرات أحرارًا في ربوع هذا الوطن.
شهادة فخر
ومن جانبها عبرت والدة الشهيد محمد برهوم عن فخرها بابنها القائد واستشهاده، وقالت: "دائماً نذكره ولا ننساه ساعة واحدة، ونفتخر به فقد رفع رأسنا، فمحمد كافح كثيرا في زمانه وطورد في الداخل والخارج، وأصيب وسجن، وكل ذلك بأجره وثوابه من أجل فلسطين".
وأضافت في حديثها لـ"فلسطين الآن": "كلنا مع المقاومة وكل شعبنا معهم ويدعو لهم بالنصر، وأقول لأولاد أبو أسامة أنتم خلف لأبيكم وكلكم يمضي في طريقه".
وبدوره قال العطار: "ليس على قدر أخونا رائد بل جميع القادة الذين فقدناهم، هؤلاء ارتقوا في طريقهم وكان لهم العمل الكثير من أجل هذا الشعب، ونتمنى من الله أمن يحفظ المقاومة وعلى رأسهم كتائب القسام الذي يعملون ليلا ونهارا ويرابطون على الثغور من أجل الحفاظ على هذا الشعب".
وختم بقوله: "كل من يسلك هذه الطريق هذه هي النهاية إما نصر وإما استشهاد، فمن نال الشهادة نال الشرف وكان بجوار ربه ومن ظل حيا نال الشرف أيضا والعزة والكرامة".