خلافا لما يعتقده البعض فإن الولايات المتحدة لا تملك الإنترنت، لكنها من ناحية أخرى تشرف حاليا على منظمة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (آيكان)، وهي كيان غير ربحي يسيطر على نظام تسمية النطاقات (دي.أن.أس) البالغ الأهمية والمسؤول عن تنسيق التسلسل الهرمي لأسماء النطاقات وعنونة بروتوكول الإنترنت (آي.بي) لكامل شبكة الإنترنت.
لكن اعتبارا من الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ستتخلى إدارة الاتصالات والمعلومات الوطنية التابعة لوزارة التجارة الأميركية عن إدارة آيكان لتصبح مسؤولية أصحاب المصلحة على مستوى العالم، بمن فيهم الدول وشركات الأعمال وشركات التقنية.
وتم وضع شروط هذا الانتقال والخصخصة عام 2014، عندما أعلنت إدارة الاتصالات والمعلومات الوطنية أنها مستعدة لتنفيذ التزام الحكومة الأميركية الطويل الأمد بخصخصة نظام تسمية النطاقات.
وبحسب موقع "سنوبس" المعني بشؤون التقنية، فإن هذا التغيير لن يكون له تأثير يذكر على المستخدم النهائي للإنترنت ولا يحمل آثارا سلبية على آيكان. لكن البعض مع ذلك يرى فيه تهديدا لكل من استقرار الإنترنت وأمن الولايات المتحدة.
فعلى سبيل المثال يرى رئيس مجلس النواب الأميركي الأسبق نيوتن غينغريتش في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن "على كل أميركي أن يقلق من منح أوباما السيطرة على الإنترنت لمجموعة غير محددة"، ووصف هذا الأمر بأنه "خطير جدا جدا".
كما توقعت مقالة افتتاحية لموقع "تاونهول دوت كوم" حصول "تآكل خطير في الحرية" بعد انتقال سيطرة آيكان إلى جهات أخرى، وذلك أن اللجنة الدولية التي ستتولاها ستضم "دولا شمولية" لا تُقدِّر حماية حرية التعبير المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور الأميركي.
في المقابل فإن مدير إدارة الاتصالات والمعلومات الوطنية لورانس إي. سترايكلينغ يصر على أنه لا يوجد ما يخيف في خصخصة الإشراف على أسماء النطاقات وترقيم بروتوكولات الإنترنت، مشيرا إلى أن شركات تقنية مثل سيسكو وغوغل ومعهد بروكلينز ومركز الديمقراطية والتكنولوجيا، هم من مؤيدي مثل هذا الانتقال.