أنجزت بلديات قطاع غزة على مدار عشر سنوات الكثير من المشاريع منذ آخر انتخابات تم إجراؤها، وتعرضت لكثير من الأزمات في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه قطاع غزة في كافة جوانب الحياة.
ونعرض في هذا التقرير الإنجازات التي حققتها بلدية رفح جنوب قطاع غزة إحدى البلديات الخمس الكبرى خلال العقد الأخير، وأبرز الأزمات التي تعرضت لها بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل، وذلك خلال لقاء "فلسطين الآن" مع رئيس البلدية صبحي أبو رضوان.
مشاريع بـ56 مليون $
وأوضح أبو رضوان خلال حديثه أن البلدية أنجزت مشاريع بقيمة 56 مليون دولار خلال السنوات العشر الماضية منذ عام 2007، مشيرًا أن هذه المشاريع تم إنجازها رغم مقاطعة المؤسسات الدولية للبلدية لمدة ثلاث سنوات بين 2007 و2010، منوهًا أن قيمة المشاريع التي تم إنجازها قبل عام 2007 بلغت 22 مليون دولار.
وفيما يخص تفاصيل المشاريع، أفاد أن شبكات مياه المنازل كانت تبلغ 180 كم، واستطاعت البلدية أن تزيد مساحتها إلى 360 كم، لتغطي 95% من سكان مدينة رفح، بينما المناطق المتبقية تمنع طبعتها من تمديد خطوط المياه إليها.
وقال رئيس البلدية:"إن مدينة رفح كان بها 8 آبار لمياه الشرب تم انشاؤها خلال السنوات العشر قبل عام 2007، فيما ارتفعت إلى 21 بئر بعد العقد الأخير"، مضيفا "أن عدد الخزانات الأرضية في مدينة رفح كانت 2، وتم إنجاز 3 خزانات جديدة في غضون 4 سنوات".
وأشار إلى أن البلدية أنشأت محطتين تحلية كبيرين بقدرة تبلغ 50 م3 في الساعة بعد أن كانت المدينة تخلو من محطات تحلية مياه كبيرة ، منوهًا إلى اقتصار محطات تحلية المياه الصغيرة على محطة واحدة في السابق، فيما أصبح في المدينة 8 محطات.
وفي قطاع الصرف الصحي، بيّن أن المدينة كان بها محطة معالجة مياه صرف صحي وغير مؤهلة للمعالجة، فيما أصبح في مدينة رفح محطة صرف صحي ذات قدرات عالية، وتبلغ كمية الضخ من 14 إلى 17 ألف متر مكعب يوميًا.
وأشار إلى ارتفاع نسبة تغطية السكان بخدمات الصرف الصحي من 52 % قبل عام 2007، إلى 85%، بعد أن زادت أطوال شبكات الصرف الصحي من 110 كم إلى 239 كم.
وتابع بقوله:"في مشاريع قطاع مياه الأمطار، الإدارة السابقة أنجزت محطة واحدة تتسع لـ 6 آلاف م3، فيما استطاعت البلدية الحالية إنشاء 3 محطات تتسع إلى 80 ألف م3، أما شبكات تصريف مياه الأمطار فقد كانت إلى عام 2007 تبلغ 800 م. ط، فيما وصلت حاليًا إلى 6400 م.ط، وكما ارتفع عدد مضخات رفع مياه الأمطار من 2 إلى 5، إضافة إلى مضخات متنقلة".
زيادة الموازنة للضعف
وقال أبو رضوان إنه تم استلام البلدية عام 2007 شبه منهارة وبديون مستحقة للبنوك ومتأخرات موظفين بلغت 6.284.00 مليون شيكل، مشيرًا أن البلدية التي تخدم 225 ألف مواطن استطاعت خلال ثلاث سنوات تسديد المبالغ المستحقة عليها من خلال خطة تم تطبيقها على الموازنات السنوية، عبر تحسين الجباية وتخفيض المصروفات.
وأكد أن موازنة البلدية ازدادت إلى الضعف، موضحًا أنها ارتفعت من 6.8 مليون شيكل في عام 2007 إلى 17.4 في عام 2015، معتبرًا أن ذلك يعني ازدياد المشاريع المقدمة لمواطنين، وتحسن الخطة السنوية المطبقة خلال الأعوام الماضية.
وكشف أبو رضوان عن أن مجموع المبالغ التي أعفت البلدية المواطنين منها بلغ ما يقارب 14 مليون شيكل خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرًا أنها تقسمت على إعفاء من قيمة الفواتير بمبلغ 3 ملايين شيكل، وإعفاء أصحاب الحرف بمبلغ 337 ألف شيكل، فيما بلغت اعفاءات المتأجرين من البلدية 1.5 مليون دولار، وإعفاءات رسوم بناء 8.1 مليون شيكل، وإعفاء أسواق 684 ألف شيكل.
إنجازات متعددة ومستمرة
واستطاعت البلدية إعادة بناء مركز البريد المتهالك، وإدخال 18 سيارة وشاحنة إلى الخدمة في البلدية بدلا من السيارات التي كانت تكلف البلدية مصاريف صيانة أسبوعيًا.
وأشار أبو رضوان إلى أن بلديته تمكنت من توقيع اتفاقيات تعاون مع بلدية تركية وأخرى مغربية؛ لتبادل الخبرات، وإيجاد الدعم للمشاريع، إلا أنها علاقات ضعفت في السنوات الأخيرة؛ بسبب إغلاق معبر رفح.
ونبّه إلى أن البلدية استطاعت تحسين مستوى النظافة العامة في المدينة، بعد أن قضت على مكبات النفاية العشوائية، وإنشاء محطة لتدوير النفايات الصلبة، والعمل على إنشاء مكب جديد شمال شرق المدينة.
وقال إن البلدية ستنجز 10 مشاريع خلال العام الجاري بقيمة تقارب الـ 8 مليون دولار، توزعت على إعادة بناء المركز التجاري، وإنشاء قاعة متعددة الأغراض وسط المدينة، ورصف شوارع جديدة، وإنشاء متنزه بحري.
واعتبر أبو رضوان في ختام حديثه أن الحصار الإسرائيلي الذي تزامن مع استلام البلدية حال دون تنفيذ الخطط الاستراتيجية التي تحتاجها البلدية وتصبو إليها.