يشهد قطاع نسبة عزوف عالية في شراء المواشي من الأبقار والأغنام، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك منتصف الشهر الحالي.
ورغم تأكيدات الجهات الرسمية والتجار على توفر كميات كبيرة من الأضاحي، وانخفاض أسعارها مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن المستهلك في قطاع غزة، ما زال عازفا على الشراء.
ويعمل التجار الفلسطينيون، منذ أسابيع على توفير كل سبل التشجيع للمستهلك للإقبال على الأضاحي، حتى أصبح بإمكان المواطن الغزي توفير الأضحية عن طريق التقسيط سواء البنكي أو الشخصي.
بيع بالتقسيط
ويقول التاجر أبو محمد صلاح، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، إنه لم يستطع حتى اللحظة من بيع نصف العجول المتوفرة لديه، مبينا أن أسعارها منخفضة وأنه يسر على الناس في عملية الدفع، وأضاف: "رغم ذلك الناس لا تشتري".
وأضاف التاجر صلاح: "إذا استمر الحال على ما هو عليه، فمعناه راح علينا الموسم وخربان بيوتنا".
أما التاجر أبو الرائد حرب، فأشار في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، أنه اضطر للتعامل مع البنوك لبيع الأضاحي المتوفرة لديه، وعرضها بالتقسيط على الموظفين.
وقال حرب، إنه أرسل عددا من أبنائه وعماله للمؤسسات الكبيرة من أجل طرح موضوع التقسيط على موظفيها، متمنيا بأن يكون التقسيط فيه حل لحالة الكساد الموجودة في السوق.
وأضاف: "ألملم فلوسي من السوق بالتقسيط أحسن من إني أخليها وترتمي بوجهي وأخسر فيها".
أما المواطنون فأعرب بعضهم عن امتعاضه من الحال الاقتصادية التي يمرون بها، والبعض الآخر يرثي حال الموظف الذي أصبح غير قادر على تأدية واجباته الحياتية اليومية.
أوضاع اقتصادية صعبة
فالمواطن محمد البردويل، والذي يعمل موظفا لدى الحكومة في قطاع غزة، قال إن الموظف في غزة، أصبح راتبه لسداد الديون ولا يتبقى له حتى ما يكفي لسد حاجاته اليومية ولسد حاجات عياله.
وأضاف البردويل، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن": "بالأمس كان رمضان وعيد الفطر واليوم موسم مدارس وعيد أضحى، والأضحى ليس أضحية فحسب بل هو كسوة وعيديات ومشاوير وخلافه، وبالتالي الموظف ليس سوبر مان ليوفي بكل ذلك.
ولم يكن حال المواطن أبو أحمد العزوني، بأفضل من الموظف البردويل، فالعزوني عاطل عن العمل منذ أكثر من 5 سنوات، وكان يعمل في الداخل المحتل، وتعرضه لانزلاق غضروفي في الظهر جعله جليس الفراش.
وقال العزوني لوكالة "فلسطين الآن": "موسم المدارس لم أستطع الإيفاء إلا بملابسه، أما باقي المستلزمات فلم أستطع، فعن أي عيد أضحى تتكلمون".
وأضاف العزوني: "تكاليف الحياة أصبحت صعبة، ولو رخصت الأضحية راح يطلعلك 100 شغلة وشغلة غاليين، وما عدنا نستطيع التحمل".
الزراعة: خفضنا الأسعار ووفرنا الكميات
وزارة الزراعة، بدورها أكدت أنها عملت بكامل طاقتها لتوفير كل ما يمكن توفيره لجعل الإقبال أكبر على الأضاحي هذا العام.
وقال طاهر حمد مدير عام الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، لوكالة "فلسطين الآن": "يوجد في السوق الفلسطينية من 14-16 ألف رأس من العجول وأكثر من 30 ألف رأس من الغنم".
وأضاف حمد: " حاجة قطاع غزة من العجول لا يتجاوز 12 ألف رأس، فيما لا يتجاوز 28 ألف رأس من الغنم"، ملفتا إلى أن الوزارة وفرت الاحتياج وأكثر للسوق الغزي.
وأكد حمد، أن وزارته عملت على توفير تلك الكميات وبطلب من التجار أيضا لجعل الأسعار أكثر انخفاضا من الأعوام الماضية، لتصل 19 شيكلا للكيلو، بدلا من أن كانت 22-24 في الأعوام المنصرمة.
وأشار حمد أن تلك الخطوات جاءت للتخفيف على المواطنين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي أثرت بالفعل على سوق المواشي، حيث ما زال يشهد السوق حتى اللحظة عزوفا كبيرا.
ولفت إلى أنه في حال استمرار ذلك العزوف فسيؤدي لانخفاض الأسعار بشكل أكبر ليصل إلى 18 شيكل أو ما دون ذلك، وبالتالي تأثر قطاع المواشي بشكل كبير وخسارة التجار.