قال مسؤولون تونسيون إن شركة بتروفاك البريطانية أبلغتهم أنها ستوقف استثماراتها نهائيا في تونس وتغادر البلاد هذا الأسبوع إذا ظل إنتاج الغاز الطبيعي متوقفا كما هو منذ أشهر بسبب اعتصامات عاطلين عن العمل.
وصرحت وزيرة الطاقة التونسية هالة شيخ روحو أمس الاثنين لإذاعة محلية بأن "مسؤولي بتروفاك أبلغونا أنهم قد يضطرون إلى إعلان القوة القاهرة وملاحقة تونس لدى محكمين دوليين بسبب الخسائر التي تتكبدها إذا لم يستأنف الإنتاج بشكل فوري".
وقال مسؤول في الشركة طلب عدم نشر اسمه إن بتروفاك تستعد فعلا لمغادرة تونس إذا استمرت الاعتصامات وتوقف الإنتاج.
ومنذ يناير/كانون الثاني 2016 توقف إنتاج الشركة من الغاز بسبب اعتصامات عاطلين يطالبون بفرص عمل، واندلعت آنذاك احتجاجات عنيفة في جزيرة قرقنة جنوب البلاد.
وتهديد الشركة البريطانية التي تسد نحو 13% من احتياجات تونس من الغاز الطبيعي هو امتحان جدي آخر لرئيس الوزراء الجديد يوسف الشاهد الذي توعد بالتصدي للإضرابات العشوائية خصوصا في قطاعات حيوية مثل إنتاج الغاز وإنتاج الفوسفات الذي توقف أيضا بالكامل ثم استؤنف بعد أن تعهدت الدولة بتوفير ثلاثة آلاف وظيفة إضافية في شركة "فوسفات قفصة" و"المجمع الكيميائي".
ويقول مسؤولون تونسيون إن توقف الإنتاج في بتروفاك كبد الدولة خسائر تقارب مئة مليون دولار في تسعة أشهر، بسبب تعويض النقص باستيراد الغاز من الجزائر.
وبدأت أعمال بتروفاك في تونس عام 2001، وتملك الدولة فيها حصة 55% بينما تعود الحصة الباقية لشركة بتروفاك البريطانية.