20.18°القدس
19.86°رام الله
19.66°الخليل
25.32°غزة
20.18° القدس
رام الله19.86°
الخليل19.66°
غزة25.32°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

(( إن ربك لبالمرصاد ))

سالم سلامة
سالم سلامة
سالم سلامة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين ، وبعد ،،،

 لقد حذر الشارع الحكيم من إيذاء المسلم، وبإمكان أخيه المسلم أن ينصره ويرفع الضيم عنه ، وبالتالي فقد حث الشارع الحكيم على نصرة المظلوم ، وجعل نصر الله سبحانه وتعالى حليفاً للمنتصر لأخيه في ظهر الغيب . كما نهى الشارع الحكيم عن خذلان المسلم في أي موطن يستطيع نصرته فيه ، فقد روى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله النهي عن خذلان المسلم ، والأمر بنصر المظلوم   فقد أخرج في مسنده والإمام الترمذي في جامعه وحَسَّنه عن أبي الدرداء ( مرفوعا إلى النبي (  قوله : "من رد عن عرض أخيه رد الله وجهه عن النار يوم القيامة . وأخرج الإمام أحمد أيضاً في مسنده وأبو داود في سننه عن جابر وأبي طلحة رضي الله عنهما مرفوعا"  :ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته .

ولأحمد من حديث سهل بن حنيف { من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على نصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة . وعن أبي هريرة رضي الله -عنه مرفوعا: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره."  وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ." متفق عليهما . جعلت ذلك مقدمة لمقالنا اليوم عن أحداث مجزرة  صبرا وشاتيلا قبل أربع وثلاثين سنة . ففي مثل هذه الأيام من سنة 1982م وقبل (34) أربع وثلاثين سنة وفي 16، 17و 18 من شهر سبتمبر أيلول والذي يحمل الذكريات المؤلمة في سنة 1970م حيث كانت المجازر في الأردن لشعبنا الفلسطيني ، تتكرر الذكريات المؤلمة  والذي يزيدها إيلاماً أن هذه المجازر كانت تحدث على أيدي شعوبنا العربية ، مرة في الأردن ، ومرة في سوريا كالذي يجري في اليرموك والحندرات وغيرها في إربد ، ومرة في لبنان . مجازر ترتكب ضد أبناء شعبنا المرابط والصابر ، والمهاجر إلى إخوانه بني العروبة والإسلام ليبحث عن الأمن والأمان ، والشراب والطعام ، ويحافظ على عرضه من الوحوش اللئام ، ليجد القتل على أيدي من ظن فيهم الحضن الدافئ ، واليد الحانية ، فإذا بهم يسلمونا للذئاب المفترسة ، والوحوش الضارية . إنها المؤامرة على شعبنا وعلى قضيتنا المركزية . ولعلي لا أكون مبالغاً حينما أقول : ليس هناك معركة من معاركنا مع العدو الصهيوني ، قتل العدو منا ما قتل أبناء العروبة في أي معركة حدثت على أرض مخيمات اللجوء في البلاد العربية . نعم ؛ كانت هناك أخطاء تحدث من بعض الفصائل ، لكنها استغلت وضخمت حتى بدا أن الشعب الفلسطيني مكشوفاً ظهره للأعداء ، ليس له بواكي . فتناوشته الرماح من كل جانب ، وفعلت به الأفاعيل ، والأدهى والأمر أن يكون هذا على أرض عربية ، وأمام زعماء جاؤوا صارخين أنهم وضعوا القضية الفلسطينية على أول أجندتهم . وإلا فكيف يقتنع شعبنا أن الحكومات العربية تسمح للعدو أن يجتاح أرضها دون أن تقاوم ، أو أن تطلب النجدة من أمتها العربية والإسلامية ، وتفعيل بند الدفاع العربي المشترك المنصوص عليه في ميثاق جامعة الدول العربية ؟!!! وإلا هل يعقل أن يدخل الصهاينة إلى بيروت عاصمة لبنان العتيدة ، ولا يسمع بهم زعيم عربي ؟ هل يعقل أن يُسلَم الفلسطينيون ليقتل منهم ما بين 3500-5000 إنسان دون أن يحس بهم أحد من أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج ؟ وكل ذلك يحدث في أقل من 48 ساعة . ولعل الاضطراب في الأعداد لأن عدد الضحايا من الرجال والنساء والأطفال قتلوا ثم دفنوا في مقابر جماعية ، حيث إن القتلة طمروا الجثث في حفر جماعية أثناء ارتكابهم للمجازر ، وبالتالي لم يتمكن العثور على كل هذه الحفر ، وهناك مئات من المفقودين ، ومئات تم العثور على جثثهم في الطرقات الممتدة من بيروت إلى الجنوب الذي كانت تحتله القوات الصهيونية ، بالإضافة إلى جيش الاحتلال اختطف المئات من سكان صبرة وشاتيلا ، وجرى نقلهم في شاحنات إلى جهات مجهولة ، ومصيرهم مجهول حتى هذه اللحظة . إن الذي نشاهده في هذه الأيام من قتل وتشريد في بلادنا العربية على أيدي زعمائها وأبنائها لهو دليل على أنهم كان باستطاعتهم نصرة شعبنا الفلسطيني عندنا اجتاحت قوات الصهاينة البلاد العربية ، حتى دخلت عاصمة من عواصم العروبة والإسلام . ونحن لا نشمت بما يحدث في أمتنا اليوم ، ولكن نقول ما قاله رب العزة والجلال (( إن ربك لبالمرصاد )) لأولئك الذين زعموا أنهم يدافعون عن قضية الأمة المركزية ، قضية فلسطين ، فإذا بهم هم الذين يخذلون شعب فلسطين ، ويساعدون العدو الصهيوني على أن يلغ في دماء النساء والأطفال والشيوخ الذين لا قوة لهم ولا حيلة . رغم كل ما انتاب شعبنا الفلسطيني إلا أننا لا يمكن أن نرضى عما أصاب أمتنا العربية والإسلامية ، وإننا لندعو الله سبحانه وتعالى أن يجنبهم الهم والغم والقتل والدمار ، لأننا أحسسنا بالمصاب ونسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة .