شن موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خلال الأيام الماضية حملة حذف وإزالة لعدد كبير من صفحات الـ "فيس بوك" التي تدعم القضية الفلسطينية في خطوة واضحة وانتهاك للحقوق المدنية والسياسية التي تنص على شروط واضحة لتقييد حرية الرأي والتعبير.
آخر هذه الحملة الشرسة كانت أمس الجمعة بعد حذف حسابات مدراء وكالة شهاب للأنباء و شبكة قدس الإخبارية، وموقع "كيفك" وصفحة "القدس أولاً"، و"غزة الآن"، و"دير شرف" دون سابق إنذار أو تنبيه وهو ما اعتبره عدد من النشطاء بأنها خطوة تخدم بالدرجة الأولى الاحتلال الإسرائيلي تجاه الإعلام الفلسطيني المقاوم.
وكشف النشطاء أن إدارة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عقدت مؤخرا، اتفاقا مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية يقضي بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الموقع، وحذف كل ما يزعج الاحتلال من منشورات وصفحات وحسابات، ليطارد الاحتلال الفلسطينيين على أرضهم وفي الفضاء الالكتروني.
حملة لإيقاف النشر
النشطاء وتعبيراً عن رفضهم وغضبهم من سياسية "الفيس بوك" أطلقوا حملة #FBCensorsPalestine، داعين للانضمام والمشاركة في إيقاف النشر والتفاعل يوم غد الأحد على صفحات وحسابات الفيس بوك من الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء حسب توقيت القدس، والتفاعل والتغريد على الوسم "الهاشتاغ" المعتمد.
كما دعا منظمي الحملة أيضًا لمتابعة البرامج الأخرى التي سيتم الإعلان عنها تِباعا في خطوات تصعيدية للتأكيد على رفض هذا الاتفاق.
وطالبوا إدارة موقع فيس بوك للتراجع عن الاتفاق فورًا، وذلك احترامًا للمواثيق والاتفاقيات والمعايير الدولية المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، و التراجع عن دعم الوضع غير الشرعي الناجم عن سياسات وممارسات الاحتلال.
ونشر نص الاتفاق – مع "إسرائيل" بكافة بنوده وتوضيح آليات تطبيق الاتفاقيات بشكل عام، وهذا الاتفاق بشكل خاص.
وتكفل جميع المواثيق الدولية حرية الرأي والتعبير، وتمنع أي اعتداء عليها، الأمر الذي تم الإشارة إليه في شروط استخدام الفيسبوك، والتي قام عليها من الأساس لإيجاد مساحات افتراضية واسعة لحرية الرأي والتعبير.
وتنص المادة (19) من العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية تنص على شروط واضحة لتقييد حرية الرأي والتعبير ومنها وجوب أن تكون القيود قانونية وواضحة ومعلن عنها، الأمر الذي لم يتم احترامه من جانب إدارة "فيسبوك".
مستمرون في رسالتنا
وفي تعليقه على سياسة فيس بوك قال مدير وكالة شهاب للأنباء رماح مبارك إن شركة فيس بوك تتمرغ يوما بعد يوم في وحل التواطئ مع الاحتلال ضد فلسطين قضية وشعباً .. تعود من جديد وعشية تفاهماتها الأخيرة مع "إسرائيل" لتحذف حسابات مدراء كبرى الصفحات الإخبارية الفلسطينية.
ووصف مبارك هذه السياسية بأنها "اصطفاف غبي" إلى جانب دولة محتلة وبشكل فج في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، واضح جداً أن هذا الفضاء الأزرق الرحب لا يضيق إلا على أصحاب القضايا العادلة والمظلومين في هذا العالم البائس, أما مجرمو الحرب وشذاذ الآفاق فلهم فيه الصدارة والمكانة والريادة .
وأكد أن وكالة شهاب وغيرها مستمرة في رسالتها وتغطيتها، وأن فلسطين ستبقى حاضرة في قلوب كل أحرار العالم .
تعاون واضح
وكشف النشطاء أن إدارة "فيسبوك" حذفت خلال الفترة القصيرة الماضية عدداً من المنشورات والحسابات الشخصية، وعلّقت عمل عدداً آخر منها بناءً على طلب الجهات الإسرائيلية، حيث أن "فيسبوك" استجاب لأكثر من 95% من الطلبات، وفق تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلية.
وكانت صادقت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست الإسرائيلي، في شهر يوليو الماضي من العام الحالي على مشروع قانون يلزم شركة فيس بوك وشركات إنترنت أخرى للعمل على مراقبة وإزالة المضامين التي تدعم القتل والتحريض على حسب وصفها.
ويتيح مشروع '"قانون الفيس بوك" بإزالة ما أسموه "بمضامين إرهابية" تمس وتحرض ضد "إسرائيل" من على الموقع، وذلك عبر استصدار أمر محكمة ضد "المحرض"، يقضي بإزالة وإلغاء الصفحة، خلال ساعات معدودة.
واستناداً إلى مشروع القانون فإنه يتوجب على صفحة الفيس بوك التي توصف "بالتحريضية" أن تتوفر فيها أحد المعايير الثلاثة: المساس بأمن "إسرائيل"، المساس بأمن الصهاينة والمساس بأمن أي شخص؛ كما سيفحص القانون إن كان المساس الذي نجم عن تدوينة في الفيس بوك قد تجاوز حدود حرية التعبير.