تتزاحم وتتسارع الأخبار والمعلومات بشأن تطورات الإضراب الشامل الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني، فقد أفادت مؤسسة حقوقية أن الوضع الصحي لأسيرين مضربين عن الطعام آخذ في التدهور مع دخولهما اليوم الـ 50 في إضرابهما . في هذا الوقت طالب موجه حركة فتح في سجن عسقلان قيادة وعناصر حركته في الخارج بضرورة الإلتفات الى معاناة الأسرى ممن يخوضون إضراباً مفتوحا عن الطعام. من جهته، كشف ناشط في قضايا الأسرى أن الأسرى في أحد السجون رفضوا عرضا بوقف الإضراب مقابل تلبية كافة مطالبهم دون السجون الأخرى. وفي التفاصيل، قالت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان إن الوضع الصحي للأسيرين المضربين عن الطعام في سجن مستشفى الرملة حسن الصفدي وعمر أبو شلال من مدينة نابلس آخذ في التدهور مع دخولهما اليوم الـ 50 في إضرابهما. وأوضح احمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن أن الأسير الصفدي أُصيب قبل عدة أيام بجرثومة في الدم نجم عنها انخفاض في حرارة الجسم وشعوره بحالة برد شديدة، ما دفع الأطباء لإعطاءه حقنة لرفع درجة حرارته، وهو ما نجم عنه ارتفاع كبير في الحرارة، حيث ووصلت إلى 41 درجة، وبعد علاجات طويلة عادت واستقرت حالته الصحية. وتعرض الصفدي فور نقله من عزل الجلمة إلى سجن مستشفى الرملة بتاريخ 6/4/2012، لمعاملة قاسية تمثلت بتجريده من ملابسه، ثم انهال عليه العشرات من قوات "النحشون" بالضرب المبرح؛ فقد على اثر ذلك الوعي وأصبح كل جسمه ازرق اللون من كثرة الضرب، بالرغم من انه كان مضربا عن الطعام منذ أكثر من شهر. كما يعاني الصفدي من أوجاع شديدة في الكلية اليسرى، كما أن نسبة السكر في دمه منخفضة جدا وكذلك الأمر بالنسبة لضغط الدم. وفقد الصفدي حوالي (30) كيلو من وزنه، وهو موجود حاليا في العزل الانفرادي في سجن مستشفى الرملة ويرفض تناول المحاليل الطبية، كما لا يزال مصرا على مواصلة إضرابه عن الطعام حتى حصوله على قرار ايجابي من محكمة العدل الصهيونية يقضي بالإفراج عنه. أبو شلال وأوجاع المعدة وفي ذات الإطار، تحدث البيتاوي عن حالة الأسير عمر أبو شلال الذي دخل يومه الـ 50 في إضرابه عن الطعام، مشيرا إلى انه يعاني من حالة دوار متواصلة وأوجاع شديدة في المعدة وانخفاض في نسبة السكر وضغط الدم. وذكر أبو شلال لمحامي التضامن الدولي في زيارته له في سجن مستشفى الرملة، انه تقدم بكتاب لمسئول امن السجن مطالبا فيه إما بإنهاء اعتقاله الإداري أو كشف ملفه السري الذي تتذرع به المخابرات الصهيونية لتبرير تمديد اعتقاله إداريا. يشار إلى أن الأسير محمود سرسك من قطاع غزة لا يزال هو الآخر مضربا عن الطعام منذ (36) يوما وهو موجود حاليا في سجن مستشفى الرملة. رسالة لفتح في هذا الوقت، وجه مسلم أبو حميد موجه حركة فتح في سجن عسقلان رسالة لأبناء حركته في الخارج أطلق عليها عنوان "صرخة من سجن عسقلان" طالبهم من خلالها بضرورة الإلتفات الى معاناة الأسرى ممن يخوضون إضراباً مفتوحا عن الطعام. وقال أبو حميد في رسالته "نحن إخوانكم اسري فتح في سجن عسقلان نخاطبكم وانتم تشاهدون أو تسمعون مبارة ريال مدريد وبرشلونة وتتلذذون بالمسليات والمشروبات أن تتذكروا بأن لكم خمسمائة أخ في القيد يساومون ويعانون ويخوضون معركة الوفاء لكرامتنا ومنهم 70 أخ في سجن عسقلان، منهم المرضى وكبار السن وصغار السن". وأضاف: "نأمل ان يلقى خطابنا هذا صدى في نفوسكم لتبدؤوا بالضغط والتحرك فرادى وجماعات وخطوات لتخفيف عبء الهجمة التي يتعرض لها إخوانكم". محاولات إغراء من جهته، كشف الناشط في قضايا الأسرى والمعتقلين فؤاد الخفش أن الأسرى في أحد السجون الصهيونية رفضوا عرضا بوقف الإضراب مقابل تلبية كافة مطالبهم دون السجون الأخرى. ونوه الخفش -في تصريحات صحفية- أن الأسرى اعتبروا العرض محاولة فاشلة من قبل إدارة الاحتلال لكسر إضرابهم، مشيراً إلى أن إدارة الاحتلال تحاول الاجتماع ببعض قيادات الأسرى على حدا، الأمر الذي رفضه الأسرى موضحين أن للأسرى قيادة عليا هي العنوان للتفاوض مع الاحتلال. غزال ينضم للإضراب وأوضح أن الأسير والناشط الأكاديمي والقيادي بحركة حماس محمد غزال -55عاما- قرر خوض الإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع الأسرى رغم أنه معفى من الإضراب لكبر سنه. من جهة ثانية، قالت الناشطة في قضايا الأسرى الأسيرة المحررة أماني خندقجي إن إدارة سجن النقب نقلت 4 أسرى من محافظة نابلس لقسم العزل الانفرادي عقابا لهم على إضرابهم عن الطعام. وبينت الخندقجي أن الأسرى هم نضال دغلس برقة نابلس محكوم 19 سنة، ورائد سرحان من نابلس محكوم 16 سنة، وعلام نصار نابلس مادما محكوم 17سنة، عاصم عويص من نابلس محكوم 5 سنوات. ويخوض غالبية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ نحو أسبوع مطالبين بوقف العزل الانفرادي وإلغاء قانون شاليط والاعتقال الإداري والسماح لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم وعدد من المطالب الحياتية.