10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

طلاقٌ وتشريدٌ..

تقرير: عندما يتخلّى الأب عن زوجته وأبنائـه

عندما يتخلّى الأب عن زوجته وأبنائـه
عندما يتخلّى الأب عن زوجته وأبنائـه
غزة - فلسطين الآن

تسبب حادثة طلاق المواطنة أم شادي من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بتشريدها هي وعائلتها المكونة من 10 أفراد، وذلك بعد أن تخلى والدهم الذي لا يعمل أصلا عنهم، وتركهم لوالدتهم مستهترا كليا بأبسط واجباته كأب.

ست أولاد منهم شباب بعمر الزهور وأطفال لا يزالون في مرحلة دراستهم الابتدائية، إضافة إلى ابنتين أحدهما طالبة جامعية، وأمهم المكلومة التي لا تعرف من أين توفر لهم قوت يومهم، علاوة على ايجار ما يطلق عليها مجازا بالشقة التي يسكنوا بها حاليا.

شقة التشريد جاءت بعد رحلة معاناة وتشريد استمرت لعدة شهور، اضطر خلالها أبناؤها إلى النوم في مسجد الدعوة بمخيم النصيرات، وأحيانا في أزقة وشوارع المخيم التي شهدت على حكاية ظلم كتبت تشريد قصري، ومعاناة على أبناء من المفترض أنهم يفترشون منزل وأحضان والدهم.

مرض وتشريد

تعيش أم شادي آلامها منذ 10 سنوات، نتيجة تعرضها لجلطة بقدمها اليسرى، كما يعيش نجلها البكر شادي 22 عاما مع مرض الحمى الشوكية الذي لازمه منذ سن التاسعة ، إضافة إلى فقدانه التوازن، وعدم تحكمه بالأعصاب.

ولأم شادي ابنة في السادس والعشرين من العمر، حرمها الفقر والمشاكل من إنهاء مرحلة تعليمها الجامعي، حيث تدرس تخصص خدمة اجتماعية بجامعة القدس المفتوحة، وأنهت خلال 5 سنوات قرابة الثمانون ساعة دراسية، بسبب تأجيلها 3 فصول في ظل الوضع الاقتصادي المقيت الذي تعيشه العائلة.

ولأن الابتلاءات من حب الله لعباده الصالحين يعاني نجل أم شادي البالغ من العمر 12 عاما من التبول اللاإرادي، وتحتاج لعلاج نجلها شادي أدوية شهرية دورية بعضها متوفر بعيادة وكالة الغوث، وبعضها تلزم العائلة بشرائه من الصيدليات، الأمر الذي يعتبر خارج عن طاقتها، وتضطر الظروف الصعبة إلى حرمانه من علاجه.

من البيت إلى التشريد

لمدة 25 عاما عاشت أم شادي بصحبة طليقها بمنزل خاص بهم، تبلغ مساحته 75مترا، وسط مخيم النصيرات، غير أن محبتها لأولادها جعلتها تتنازل عن كل حقوقها مقابل العيش بجانبهم وإن كان مصيرها ومصيرهم الشارع.

اضطرت أم شادي إلى استئجار ما يشبه الشقة المكونة من غرفتين ومطبخ وحمام وصالون صغير في بدروم بإحدى بنايات النصيرات، بمبلغ 600 شيقل شهريا.

ولعل الصور تبرز أن الشقة خاوية من الأثاث، تحوي 6 فرشات ينام عليهم 9 أشخاص، ووسادتين، و4 حرامات، يشتركون جميعهم فيها، وينعمون بدفء وجودهم مع بعض، ويحلمون بمستقبل أفضل يخلصهم من التشريد الذي طالهم وحرمهم نعمة المسكن.

ولأم شادي ابنة متزوجة تبلغ من العمل 25 عاما، رزقها الله بثلاث بنات وولدين، زوجها لا يعمل، حيث تعيش وزوجها مما يدخل على أمها، هذا إن وجد دخل لأم شادي بالأصل.

 

الصورة توضيحية، حفاظًا على مشاعر العائلة.

للتبرع التواصل على جوال العائلة "0597986939".