هبط سعر صرف الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة عقود أمام الدولار في تعاملات الثلاثاء في سوق العملات العالمية، وجاء ذلك جراء عوامل في مقدمتها إقبال المستثمرين على بيع هذه العملة البريطانية بفعل تجدد المخاوف من التأثيرات السلبية لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد.
وتراجعت العملة البريطانية بأكثر من 0.5% لتناهز 1.2764 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ يونيو/حزيران 1985. وبلغ الإسترليني أدنى مستوى له في ثلاث سنوات أمام العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ليناهز 87.51 بنسا لليورو.
وتضاف خسائر الإسترليني في يوم الثلاثاء إلى خسائر الاثنين، حيث انخفض سعر صرف العملة بأكثر من 1% عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحد الماضي بأن الانطلاق الرسمي لمسار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيبدأ بنهاية مارس/آذار المقبل.
اضطرابات قادمة
وحذر وزير المالية البريطاني فيليب هاموند الاثنين من اضطرابات قادمة، قائلا إنه على مواطني بلاده أن يتوقعوا ذلك أثناء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأثار خطاب ماي مخاوف لدى المستثمرين من خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أي دون تسوية مع بروكسل مما قد يشكل أسوأ سيناريو لأوساط الأعمال مع احتمال خسارة إمكانية الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة.
ويعني الخروج غير السلس انسلاخ بريطانيا تماما من السوق الأوروبية الموحدة ومن الاتحاد الجمركي الأوروبي، وإعطاء الأولوية بدلا من ذلك للقضايا السياسية السيادية والحدودية مثل قضية المهاجرين.
وقال المحلل لدى مؤسسة "سبريديكس" كونور كامبل إنه يبدو من الوهم في الوقت الحالي التفكير في تحسن الجنيه الإسترليني، وذلك بالنظر إلى تحديد الجدول الزمني للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أعلن، والحزم الذي أعلنت فيه تيريزا ماي رغبتها في ضبط الحدود، حتى إن كان ذلك يعني خسارة مكان في السوق الموحدة.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر الاقتصادية التي قد تمنى بها بريطانيا جراء خسارة السوق الأوروبية تفوق 127 مليار دولار، وربما تفضي إلى تدمير مليون فرصة عمل في البلاد.