17.86°القدس
17.56°رام الله
17.21°الخليل
24.84°غزة
17.86° القدس
رام الله17.56°
الخليل17.21°
غزة24.84°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

اليونسكو: لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى والقدس

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة

 (سجل الفلسطينيون يوم الخميس ١٣/١٠/٢٠١٦ نصرًا عبر تبني مجلس المدراء التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" المكون من 58 دولة والمنعقدة في مقرها في العاصمة الفرنسية باريس قرارًا قدمته دولة فلسطين ينفي أي علاقة أو رابط تاريخي أو ديني أو ثقافي لليهود واليهودية في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.

وصوّت لصالح القرار 24 دولة في اللجنة، أبرزها بالإضافة إلى الدول العربيّة روسيا والصين، في حين اعترضت ست دول على القرار، هي الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، ألمانيا، هولندا، ليتوانيا والنمسا، بينما امتنعت 26 دولة عن التصويت، بينها فرنسا والهند والأرجنتين وإسبانيا والسويد).

هذا النصر الثقافي ليس جديدا بل هو تأكيد لما قالته اللجان المشكّلة من حكومة الانتداب البريطاني قبل عام ١٩٤٨م. ولكن مشكلة الصراع لا تكمن في المستوى الثقافي، بل في المستوى الأمني والعسكري الذي فرضته الصهيونية بالقوة العسكرية، من خلال إنشاء (إسرائيل) في عام 1948م، ثم من خلال استكمال السيطرة على ما تبقى من فلسطين، وأعني هنا القدس، والضفة وغزة.

في فترة هذا الاحتلال المستكمل، وعلى مسافة ما يزيد على ستة عقود فرضت دول العدو الإسرائيلي سيطرتها العسكرية والأمنية، والثقافية على منطقة حائط البراق، لا من خلال تسميته بحائط المبكى، ولكن من خلال الوقائع الميدانية والدينية على أرض الواقع، كما يشاهد سكان فلسطين ذلك بكل ألم وحسرة.

قرار اليونسكو مهم، ولكن أهميته تقف عند التاريخ، والرف الذي سيحمل هذا القرار، ومن ثمة لا نبالغ في تكبير هذا النصر، لأنه في الحقيقة ليس كبيرا، وهو نصر فني وتقني، لا يترتب عليه في أرض الواقع شيئا، لأن دولة الاحتلال وأميركا يرفضان القرار، وبالتالي لا انعكاس عملي للقرار داخل فلسطين المحتلة وداخل القدس.

إن مشكلة الصراع مع الصهيونية ليست مشكلة ثقافية خاصة بحائط البراق، بل هي مشكلة حق ووجود، فالفلسطينيون هم أصحاب القدس، والبراق والمبكى، وأصحاب فلسطين المحتلة، وهم ما زالوا متمسكين بحقوقهم ووجودهم، رغم التهجير القسري، ورغم اعتراف منظمة التحرير بـ(إسرائيل).

بمناسبة قرار اليونسكو الثقافي هذا، والذي يؤكد قرارات قديمة ثابتة ومطّردة في هذا المجال، يجدر أن نشكر باسم كل فلسطيني الدول التي صوتت إلى جانب القرار؛ لأنها صوتت إلى جانب الحق الثابت المؤكد، ونعرب عن رفضنا لموقف الدول الاستعمارية وعلى رأسها أميركا، ونأسف لصوت فرنسا الذي خضع للإرادة الصهيونية، وتراجع عن قرار التأييد للحق الفلسطيني الذي كان في العام الماضي، بالامتناع عن التصويت.

نعم، هذه قرارات لا تحرر القدس والأقصى، ولكن هي قرارات جيدة في ضوء الممكن والمستطاع، إلى أن يتغير الحال وتتبدل الموازين، وهذا التغيير كائن بأمر الله آجلا أو عاجلا، ولن يجعل الله للصهيونية العالمية و(إسرائيل) على أهل فلسطين سبيلا، مهما طالت أيام الاحتلال. نحن على يقين بأن الاحتلال إلى زوال، وأن المسألة مسألة وقت، والله وعدنا ولن يخلف الله وعده.