28.33°القدس
27.9°رام الله
27.19°الخليل
29.8°غزة
28.33° القدس
رام الله27.9°
الخليل27.19°
غزة29.8°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

زينب علي

إلى متى؟

2-17_0
2-17_0
زينب علي

كانوا دائما يتملقون، ويقولون الدين أفيون الشعوب، لا أعرف إن كانوا يقصدون أن علماء الدين يخدرون مشاعر الناس بالمواعظ الدينية، بينما في الحقيقة أن الدين هو الذي يبث الصحوة في أذهان الناس، كما يبث النخوة في قلوب المسلمين كي ينفضوا عن أنفسهم أسمال العبودية لغير الله، أسمال الضعف والهوان التي يرفلون بها.

 وعندما أتأمل الحال اليوم أجد أنهم استبدلوا الشعوب بأنواع أخرى من الأفيون، تروق لهم، تمهد لهم طريق السيادة، ولا أعرف بالضبط  ما قيمة  السيادة على قطعان واهنة جاهزة للذبح بمباركة العلماء الذين  يخدرونهم بأحاديث لا معنى لها مثل ( وجوب طاعة الراعي) لأنه سيادته هو من يذب الذئب عنهم، بالطبع كي يستأثر بهم وحده.

 فهو المخول الوحيد لوراثة دمائهم وأموالهم وأرواحهم، وكل ما يجول بخواطرهم يجب أن يمجد تضحياته من أجلهم، بالطبع أصبح اليوم الرغيف هو أفيون الشعوب ، يدغدغون مشاعرهم كما يدغدغون بطونهم بذلك العزيز الذي يمتنع عنهم لو عاشوا أحرار ، يقصفون كل طموحاتهم في البقاء على قيد الوعي ، يهددون معاقرتهم للحياة لو فكروا في الحياة .. بإنسانية، عندما يكون منصب الأسد شاغرا ، فإن الحمار يفغر فاه ، لماذا ؟!! لأنه حينها يطمع في ذاك المنصب، لماذا لا ينهق وينهق ويعتلي حكم الآخرين، ماذا لو أشعل غباءه كي يجعل الغابة تشتعل خرابا تحت حكمه !! ماذا لو قاتل من أجل أن يرتوي من أنهار حمراء ، أليس من الأفضل أن يجعل الكل حماريا ويكون هو السيد ؟!! بدل أن يكون هو الحمار الوحيد !! لماذا لا يصول ويجول ناصبا أذنيه الشديدة الحساسية ضد من يحاول أن يبخس في قدراته !! سيجعل من حوافره قوة يدوس بها على أعدائه الذين لا يبجلون قدرته على الحكم بوعي حميري صائب ، لا يخطيء أكل الحشائش والاكتفاء بها !.

ونحن اليوم يا سادة نرتضي لأنفسنا العيش كقطعان، كما نرتضي سماع النهيق يعلو فوق صوت الحق، خدرونا بمخاوفنا التي تنامت من بين حوافرهم، سحقوا البنية التحتية لكرامتنا الإنسانية، لدرجة أننا أضحينا كالأراجوز الذي يحركه مهرجه كيف يشاء، بنوا في عقولنا أبراجا عالية من الغفلة، أحاطت بنا أمواج الخوف العاتية كمد تسونامي؛ أغرقت كل شيء فينا إلا الظلم، ما زال حيا، باقيا فينا، ما دمنا لا نتنفس الكرامة، لا نتنفس الحرية، لا نهضم العزة، ولا نستسيغ الإنسانية، عنت ونصب وقهر، وبعد ذلك يخرج الناعقون ليسموا الإسلام بالإرهاب، ليحرفوا بوصلة الحقيقة الوحيدة الناصعة، وهي أن الإسلام هو دين الحرية والكرامة والعزة والرغيف المغمس بطعم الإنسانية والرحمة .

لا غبار على من اعتزل دين السفاهة والظلم، دين أمريكا وأوليائها الحانقين، واعتنق دين العدل الذي استطاع به رسولنا الكريم أن يخرج الرعاع من حلق الضيق إلى سعة الدنيا، من ظلام الظلم إلى نور العدل ..

صحوة يا شعوب الظلم، صحوة يا أهل الإسلام !

ثمة شيء يستحق أن نناضل لأجله ..