17.86°القدس
17.56°رام الله
17.21°الخليل
24.84°غزة
17.86° القدس
رام الله17.56°
الخليل17.21°
غزة24.84°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

قرار اليونسكو ومواصلة الاستيطان في القدس

غسان الشامي
غسان الشامي
غسان الشامي

تواجه القدس هذه الأيام المزيد من المخططات الصهيونية التي تستهدف تهويدها، ومواصلة الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى، حيث تشهد القدس المحتلة توسعا كبيرا في بناء الثكنات والبؤر الاستيطانية، كما تواصل سلطات الاحتلال هدم منازل المقدسيين ومطاردة أهل القدس وإصدار قرارات هدم، وإبعاد الكثير من أبناء القدس بحجج صهيونية واهية .

القرار الأممي الأخير الذي صدر عن منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم " اليونسكو" والذي يؤكد على عدم وجود أية علاقة بين اليهود والمسجد الأقصى المبارك، هو خطوة أممية بالاتجاه الصحيح من قبل المنظمة الدولية وإن كانت متأخرة، حيث تشهد منظمة (اليونسكو) على جرائم اليهود التهويدية في القدس والمسجد الأقصى، وسط ازدياد جرائم الاستيطان في القدس.

إن هذا القرار الأممي الهام يجب أن يتبعه عدد من القرارات الأممية التي تلزم الكيان الصهيوني وقف مخططاته التهويدية الممنهجة بحق القدس والمسجد الأقصى، ولابد على وزارة الخارجية الفلسطينية والمؤسسات الدولية العربية استثمار هذا القرار الأممي والعمل على حشد الدعم والمساندة الدولية لإصدار قرارات أخرى أقوى تقف في وجه الكيان من أجل حماية القدس والأقصى من خطر الاستيطان الداهم.

إن الكيان العبري أعلن الحرب الدبلوماسية على قرار " اليونسكو" الأخير حيث استشاط غضبا رئيس الوزراء الصهيوني " نتنياهو" من القرار الأممي معتبرا – حسب أهوائه- أن علاقة اليهود بالقدس مثل علاقة الصينيين بسور الصين، وعلاقة المصريين بالأهرام، فيما قرر الكيان العبري مقاطعة " اليونسكو" مقاطعة شاملة ووقف التعاون مع المنظمة الأممية، حيث أعلن وزير التعليم في الكيان ( نفتالي بينيت ) و رئيس اللجنة الإسرائيلية المسؤولة عن العلاقات مع اليونسكو، عن اتخاذ قرار بتعليق جميع فعاليات الكيان مع المنظمة وبحجة أن "اليونسكو تدعم الإرهاب " .

إن قرار الأمم المتحدة هز أروقة المكاتب الدبلوماسية في الكيان الصهيوني، وهو يقف في وجه الدعاية الصهيونية، ويقف في وجه التقارير الدعائية الكاذبة التي تروجها وزارة الخارجية (الإسرائيلية) حول القدس وتتحدث عن علاقة اليهود بالقدس والأقصى وأنه هناك آثار لليهود أسفل المسجد الأقصى، حيث إن مثل هذه القرارات الأممية تقف عقبة أمام الدعاية الصهيونية وأمام ما يسعى الكيان لترويجه أواسط المجتمع الدولي كما أنها تحرج الكيان في المؤسسات الأممية.

ورد الكيان على القرار الأممي بالمزيد من جرائم التهويد والاستيطان في القدس والأقصى، حيث أصدرت عدد من الجمعيات (الإسرائيلية) تقارير إعلامية عن ازدياد أعداد المستوطنين والبؤر الاستيطانية في القدس المحتلة؛ وفي آخر تقارير الاستيطان في القدس المحتلة، فقد نشرت إحصائيات أخيرة تفيد بتضاعف أعداد المستوطنين الصهاينة في أحياء وقرى القدس وأكثر الأحياء يتواجد فيها المستوطنون حي بطن الهوا وحي سلون؛ وتشير المعطيات التي نشرتها جمعيات (إسرائيلية ) استيطانية، إلى أن عدد المستوطنين في محيط البلدة القديمة في القدس المحتلة ازداد بنسبة 70% وتضاعف عدد الوحدات السكنية فيها المخصصة للمستوطنين اليهود، كذلك ازداد عدد المستوطنين في البؤر الاستيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس بنسبة 30%، حيث إن هناك 2000 مستوطن في حوالي (102) بؤرة استيطانية حتى العام 2009م كما أضيف إليها 40 بؤرة جديدة ويسكنها(778 ) مستوطنا، و أشارت المعطيات إلى أن هناك ( 31 ) بؤرة استيطانية من البؤر الجديدة تقع في منطقة "الحوض المقدس التاريخي" المجاور للبلدة القديمة، وأربع بؤر استيطانية في البلدة القديمة وخمس في أحياء مقدسية أخرى، وارتفع عدد البؤر الاستيطانية في "الحوض المقدس التاريخي" بنسبة 60%، كما تحدثت المعطيات عن أن سلطات الاحتلال الصهيوني قامت بإخلاء (68) عائلة فلسطينية من بيوتها، بينها 60 عائلة من حيي الشيخ جراح وسلوان وثماني عائلات من الحي الإسلامي في البلدة القديمة ، و هناك 300 عائلة فلسطينية جديدة مهددة بالإخلاء أو بهدم منازلها القائمة في "الحوض المقدس".

ويشدد الكاتب على أن القرارات الأممية يجب استثمارها فلسطينيا وعربيا في ضوء الأرقام المخيفة التي أعلنت عنها الجمعيات الاستيطانية والتي تمثل مؤشرات خطيرة على واقع الاستيطان في القدس المحتلة، حيث يسعى الصهاينة إلى زيادة عدد البؤر الاستيطانية في القدس، وإحاطتها بعدد كبير من المستوطنات، وذلك لكي تصبح واقعا ملموسا.

إن القرار الأممي بعدم وجود أية علاقة تربط اليهود بالقدس والمسجد الأقصى، يؤكد مجددا على الأكاذيب الصهيونية وزيف الدعاية الإسرائيلية بحق القدس والأقصى وعلى حقوق الفلسطينيين التاريخية في القدس والأقصى.

المطلوب فلسطينيا وعربيا العمل على تعزيز إصدار مثل هذه القرارات الأممية التي تخص القدس والأقصى والعمل المتواصل على فضح جرائم الاحتلال بحق القدس، من أجل وقف مخططات التهويد والتدمير في القدس، ووقف تهديدات الصهاينة لأهلنا المرابطين في القدس؛ ولابد من العمل على تفعيل غيرها من القرارات الأممية لوقف جرائم الاستيطان في القدس، والعبء الخارجي يعقد على وزارات الخارجية العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في جعل القدس دوما حاضرة في المحافل الدولية، والرصد الدائم لجرائم اليهود في القدس، وتوفير الدعم والمساندة لأهلنا في القدس .