في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الاضراب الشامل عن الطعام الذي ينفذه الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، تسعى إدارات تلك السجون الى طرح حلول "ترقيعية" فارغة المضمون، في محاولة منها لإفشاله بشتى الطرق. يأتي هذا، في ظل انضمام المزيد من الاسرى الفلسطينيين لمعركة الامعاء الخاوية، وما يترتب على ذلك من تدهور صحي أصاب عدد كبيرا منهم. فقد قال مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان إن خمسين أسيراً دخلوا اليوم الاحد 29-4-2012 الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن "مجدو" ليصبح عدد المضربين خلال أسبوع 215 أسيراً فلسطينياً. وقال فؤاد الخفش مدير المركز في اتصال هاتفي مع مراسل شبكة "فلسطين الآن" في ساعة متأخرة من ليلة أمس إن الاسرى المنضمين إلى الإضراب، 30 منهم من أسرى الجبهة الشعبية، و20 من الجهاد الإسلامي. وتتسع رقعة الإضراب تباعا، واليوم أيضاً دخل الإضراب 120 أسيراً من سجن "عوفر" ليصبح عددهم 170 أسيراً في هذا السجون يخوضون معركة الامعاء الخاوية. [title]ارتباك الإدارة[/title] وبوصول عدد المضربين إلى نحو 3000 آلاف أسير، أصاب الإرباك إدارة مصلحة السجون الصهيونية التي بدأت تتخبط، ما دفع ضباط الاستخبارات فيها إلى طرح حلول لإنهاء ملف العزل الانفرادي. وأكد الخفش أن تصدعاً كبيراً حدث في موقف مصلحة السجون التي كانت ترفض وبشكل مطلق الحديث ونقاش قضية إنهاء العزل الانفرادي، على اعتبار أنه خط أحمر يمس الأمن القومي الصهيوني، لكن إصرار الاسرى أصابها مواقها بالتصدع ودفعها للتنازل. وبخصوص هذا الامر، أوضح الخفش أن أحد مدراء الاستخبارات في أحد السجون طرح حلاً وسطاًَ لإنهاء إضراب المعتقلين، حيث طالب بتجميع المعزولين في قسم واحد وتقديم تعهد من قبل الأسرى الذين سيخرجون من العزل بعدم التدخل في أي شأن خارج السجن وعدم إعطاء أي تصريح صحفي. لكن هذا العرض تم رفضه من قبل الأسرى، الذين أكدوا عدم قبولهم بـ"أنصاف الحلول"، "وأن إنهاء العزل الانفرادي الذي يعاني منه 19 أسيراً فلسطينياً حق كفله القانون الدولي، ولن تقبل قيادة الإضراب فك الإضراب قبل إخراج جميع الأسرى المعزولين دون شروط". وعدّ الخفش "هذا الأمر كسراً للاءات الاحتلال الذي كان يرفض نقاش هذا الأمر، وهو بداية لتحقيق مطالب الحركة الأسيرة والاستجابة لمطالبهم العادلة". يذكر أن ملف العزل الانفرادي على رأس مطالب الحركة الأسيرة، "فلا يعقل أن يبقى محمود عيسى معزولاً منذ 13 عاماً وحسن سلامة منذ 10 أعوام وجمال أبو الهيجاء منذ ثمانية أعوام وإبراهيم حامد منذ سبعة أعوام وأحمد المغربي وعباس السيد وأحمد سعدات وعاهد غلمه ومحمود عرمان ووليد خالد وباجس نخله وغيرهم". [title]تدهور صحي[/title] وعلى صعيد ذات صلة، حذر مركز أحرار من تدهور الوضع الصحي للأسير محمد سليمان البرغوثي المضرب عن الطعام منذ تاريخ 12/4 والمريض بمرض الثلاسيميا، الذي رفض تناول الدواء المقدم له احتجاجاً على اعتقاله دون تهمه وتحويله للاعتقال الإداري. وحالة الأسير العاروري خطيرة جداً، ومرضه يعد من أخطر الأمراض، ما يستوجب الإفراج عنه فوراً من أجل تقديم العلاج اللازم له. وفي محاولة للضغط على الأسير، أحضر مصلحة السجون والده لدفعه لفك إضرابه وتناول الدواء، الأمر الذي رفضه الأسير، حتى إلغاء قرار الإداري والإفراج عنه. وناشد المركز المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل السريع والعاجل، والعمل من أجل الإفراج عن الأسير العاروري وإلغاء قانون الإداري "هذا السيف المسلط على رقاب أبناء الشعب الفلسطيني".