19.44°القدس
19.28°رام الله
18.3°الخليل
24.47°غزة
19.44° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.3°
غزة24.47°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ترامب الثور الهائج.. الداعم الأكبر للكيان

غسان الشامي
غسان الشامي
غسان الشامي

لم يقف رئيس أمريكي يوما منذ نكبة فلسطين عام 1948م الى جانب الحقوق الفلسطينية، ولم يدعم أي رئيس أمريكي حق شعبنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني، بل إن جل الرؤوساء الأمريكان يدافعون بقوة عن الكيان الصهيوني ويتعهدون بحماية أمنه ويخشون لعنة اليهود عليهم.

لا يهمنا كثيرا فوز الرئيس من الحزب الجمهوري أو من الحزب الديمقراطي أو أي حزب أمريكي فكلهم مر علقم للفلسطينيين، وكلا الحزبين يدعم بقوة الكيان الصهيوني ويساند الكيان في كافة المحافل الأممية والدولية ويدافع عن مجازر الكيان بحق الشعب الفلسطيني؛ ولم نجد يوما مسؤولا أمريكيا يساند الفلسطينيين ويندد بجرائم الكيان الصهيوني، حتى خلال الحروب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت المواقف الأمريكية داعمة للكيان، وكانت أمريكا تزود الكيان بالصواريخ وأطنان المتفجرات خلال أيام الحروب الأخيرة على غزة.

المتابع للحملات الدعائية قبل الانتخابات الأمريكية يلمس أن كافة المرشحين لمنصب الرئيس يخطبون ود الكيان الصهيوني، ويكثفون من زيارتهم للجاليات اليهودية في أمريكا بل ويتقربون من اللوبي اليهودي الذي له سطوة كبيرة في أمريكا ويتحكم في كبرى مؤسسات المال والاقتصاد الأمريكي، وكافة المرشحين زار الكيان وتعهد بمواصلة الدعم الأمريكي للكيان ومواصلة حماية أمن (إسرائيل)، وزيارة ترامب للكيان خلال انتخابات الحزب الجمهوري تأكيد واضح وصريح على الدعم والمساندة الأمريكية للكيان.

إن ترامب وهيلاري كلينون كلاهما صاحب مواقف سيئة تجاه قضيتنا الفلسطينية؛ وأستغرب من مواقف البعض من الفلسطينيين والعرب من دعمهم لفوز المرشحة كلينتون؛ ألا يعلم هؤلاء أن كلينتون صاحبة مواقف سيئة تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني، ولن تكن يوما داعمة لفلسطين خاصة عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية؛ هيلاري كلينتون صرحت أيضا خلال الدعاية الانتخابية علانية دعمها للكيان الصهيوني.

إن الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب) أعلن خلال خطاباته الانتخابية أنه سيعزز العلاقات مع الكيان الصهيوني، وسيدعم يهودية الدولة، وسيمزق الاتفاقية النووية مع إيران إرضاء للكيان، وأعلن عن إيمانه بالعقيدة اليهودية، وأنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسيدعم أن تكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني، كما سيدعم زيادة الدعم العسكري للكيان الصهيوني والذي يناقش في أروقة الكونجرس الأمريكي ومجلس الشيوخ، كما تعهد بضم أراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية للكيان؛ حتى أن قرار اليونسكو الذي نفت فيه أي رابط تاريخي أو ديني لليهود بالمسجد الأقصى أغضبه كثيرًا، واعتبره تجاهلًا لتاريخ يصل إلى ثلاثة آلاف عاما يربط بين الكيان الصهيوني- حسب ادعاء (ترامب).

والمسؤولون في الكيان أعلنوا عن سرورهم الكبير بفوز ترامب، حيث اعتبر وزير التعليم في الكيان (نفتالي بينيت) أن فوز ترامب يمثل نهاية فكرة الدولة الفلسطينية، ويشكل فرصةً للدولة العبرية للتخلي فورا عن فكرة إقامة دولة فلسطينية، أما وزيرة القضاء (إيليت شاكد ) فقد طالبت ترامب بالوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

إن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية مثلت على الدوام إنكارًا للحقوق الفلسطينية ودعمًا للكيان الصهيوني، ولم تكن يومًا متوازنة في التعامل مع الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، وإن التعامل مع القضية الفلسطيني لا يتعلق بالرئيس وحده بل بمنظومة السياسة الأمريكية في تعاملها مع القضية الفلسطينية، ولا يستطع الرئيس الجديد أن يسير عكس السياسة الأمريكية، بل إن هناك خطوطا حمراء لا يجوز للرئيس تجاوزها فيما يخاص قضايا (الشرق الأوسط ).

أمام ترامب الكثير من التحديات فالنيران مشتعلة في الكثير من مناطق العالم، ولا سيما عالمنا العربي، وهناك الكثير من الملفات الكبيرة أمامه، خاصة أن وعوده للشعب الأمريكي تحتاج منه عمل الكثير من أجل النهوض بالاقتصاد الأمريكي وتحسين أوضاع الطبقة العاملة في مواجهة الاقتصاد الصيني الذي يتصاعد في العالم، كما يواجه الرئيس الأمريكي سعي الكثير من الدول امتلاك القنبلة النووية، ومواصلة إيران نشاطاتها النووية، فهذه الملفات الكبيرة وغيرها بحاجة الى ذكاء سياسي خارق وهدوء حذر في التعامل معها.

الفلسطينيون لا يعولون كثيرًا على الرئيس (ترامب)، الداعم الأكبر للكيان، بل إن سطوة وجرائم (إسرائيل) ستزداد في عهد (ترامب)، وسيتم تنفيذ المخططات الاستيطانية وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، وسيعمل الصهاينة على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وتنفيذ مخططات التهويد في القدس المحتلة ويضربون بعرض الحائط كافة القرارات الأممية التي تصدر من منظمة الأمم المتحدة.

إن ترامب لن يجلب لهذا العالم سوى المزيد من الويلات والدمار والنكبات، وسيعمل على زيادة الدعم والمساندة للحروب المشتعلة في العالم العربي وسيقف عثرة أمام أي قرار أممي قيام دولة فلسطينية؛ لذلك يخطئ من يفكر أن (ترامب) أو غيره سيكون صديقا للفلسطينيين ويساند حقوقهم المسلوبة.