16.12°القدس
15.88°رام الله
14.97°الخليل
19.58°غزة
16.12° القدس
رام الله15.88°
الخليل14.97°
غزة19.58°
الإثنين 22 ديسمبر 2025
4.26جنيه إسترليني
4.52دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.21دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.26
دينار أردني4.52
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.21

بعضهم وصفه بأنه "حفلة تنكرية"..

الفتحاويون منقسمون بشأن المؤتمر السابع ما بين غاضبين وناصحين

5dbe81e8-79cf-4c8e-9d71-7f4a2c2947a5
5dbe81e8-79cf-4c8e-9d71-7f4a2c2947a5

ينطلق اليوم قطار المؤتمر السابع لحركة فتح في مقر المقاطعة في رام الله، بمشاركة غالبية أعضاء المؤتمر من الداخل والخارج، وبحضور وفود فلسطينية وعربية.

ومنذ بدأ الحديث عن المؤتمر، الذي يصفه تيار رئيس حركة فتح محمود عباس بأنه مؤتمر "تجديد الشرعية"، خرجت أصوات كثيرة من المحسوبين والمؤثرين على فتح عبرت عن رفضها للمؤتمر برمته، وأخرى قدمت ملاحظات "غاضبة" بشأنه، فيما اكتفى البعض بالتعليق والتندر.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي وتحديد الفيسبوك، بكثير من التعليقات حول المؤتمر، انتقدت آلية اختيار أعضائه، أو همزت ولمزت بشأن من سيشارك، وتساءلت عن استبعاد قيادات تاريخية مؤثرة!!.

كما امتلأت الصفحات بصور المرشحين سواء للجنة المركزية لفتح أو مجلسها الثوري، إذ تحول إلى ما يشبه مهرجان انتخابي.. كل يدعم المقربين منه ويشيد بإنجازاتهم.

وقبل وقت قصير من انطلاقه، بدأت المفاجئات والتصريحات تخرج من هنا وهناك. أبرزها إعلان عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال الطيراوي انسحابه من المؤتمر، تحت ذرائع عدة، أبزرها تهميش المؤثرين وعدم وجود نوايا صادقة -كما قال- لدى القائمين عليه لاستنهاض الحركة.

دعوات للمقاطعة

القيادي في حركة فتح عامر إسماعيل لم يعجبه أبدا ما يجري، فكتب قائلا: "ضمائر تشترى بالمال والبعض يولم ووطن يئن وجرح لن يلتئم".

لكنه في تعليق آخر كان أكثر حسما، فكتب "إذا أردتم النجاح.. قاطعوا".

وتساءل "يوم 29-11 ذكرى تقسيم فلسطين.. وهو اليوم ذاته الذي يعقد به المؤتمر، معقول صدفة!!".

أهلا بالمناكفين

وفي تعليقه على المؤتمر، قال الفتحاوي جمال علي إن "الشعب الفلسطيني تجاوز 10 مليون نسمة. ونعتبر أن فتح ومؤيديها خمسة مليون تم اختيار 1400 من خيرة الأخيار كما ورد في سيرتهم الذاتية، وأنهم هم الأسرى والجرحى والشهداء أيضا، وهم الأكثر تضحية والأكثر عطاء وعطاءهم غير محدود.. 800 منهم فقط يتزاحمون على عضوية المجلس الثوري، والمطلوب فقط 80 أي بمعنى آخر سوف نصنع 720 مناكف جديد في الحركة مبروك للفائزين... وحظا أوفر للمناكفين".

حفلة تنكرية!!

لكن غسان خضر وهو من نابلس أيضا، فلم يجامل مطلقا أو يزين حديثه، فهو لا يرى بالمؤتمر أكثر من "حفلة تنكرية".

فكتب "حفلة تنكرية في المقاطعة.. الغالبية العظمى من المدعوين هم من مجهولي الهوية النضالية، في الوقت الذي تم فيه إقصاء الآلاف من المناضلين الفتحاويين الذين عايشوا مرحلة الثورة والعطاء والتضحية والفداء، وتم استبدالهم بشخصيات كرتونية لا تاريخ لها سوى التسحيج والتصفيق والرقص على أنغام أغنية "ازرع ليمون ازرع تفاح"!!!.

لا تنتخبوهم!!

وبلهجة أخف، والسعي لظهور بمظهر العقلاني الناصح، كانت غالبية المشاركات والتعليقات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

فتحت شعار "فتح أكبر من الجميع"، كتب الناشط  الفتحاوي أنس صلاحات - وهو من المقربين من القيادي الأسير مروان البرغوثي- قائلا: "تحياتي واحترامي لكم جميعا، يوجد مربع خطير يقع به الكثيرون. منهم من يقع به ببساطة ومنهم من يتعمد الخوض به، وهو أن أي شخص فتحاوي له انتقاداته أو ملاحظاته أو وجهة نظره أو انه اختلف بالرأي نبدأ باتهامه بالتجنح!!!".

وتابع "أتمنى أن نخرج من هذا المربع وعدم استخدامه فقط إذا اختلف معنا أحدهم بالرأي، أو إذا لم يكن يسير على خطى البعض.. جميعنا لنا ملاحظاتنا واختلافاتنا، ولكن الهدف الوحيد هو العمل من أجل الوطن والنهوض بالحركة لما فيه مصلحة للكل الفلسطيني".

ولاحقا، نشر صلاحات تعليقا مطولا، أشبه ما يكون "نصيحة"، لمن يريد أن ينتخب عضوا في المركزية أو الثوري، بأن يختار من خدم الحركة فعلا لا قولا، وليس من وظفها لمصالحه الشخصية.

يقول: "لا تسمع ولا تثق للكلام الذي يقال إن فلان مضمون وطالع ... انت من في المؤتمر من سيقرر ... حكم ضميرك ووطنيتك".

وعدد الصفات التي تعد انتخاب من يحملها سواء للمركزية أو المجلس الثوري، جرما، بنظره.

ومنها: "من أقفل بابه بوجه الفتحاويين، وأقصد كافة الفتحاويين"، و "من ساهم في إدراج أسماء للمؤتمر على خلفية انتخابية"، و "من لم نره في الساحات والميادين يشارك أبناء شعبه همومه وصموده بوجه المحتل"، ومن لن يتقدم الصفوف في مواجهة الاحتلال، لأننا ما زلنا تحت الاحتلال وكافة الخيارات مفتوحة".

ومن الصفات أيضا "من ساهم في وضع شخوص في أماكن عدة كي تشملهم المواصفات وتدرج أسمائهم للمؤتمر (لدواعٍ انتخابية)"، و "من يمتلك استثمارات شخصية واستغل موقعه في فتح لأموره الشخصية والعائلية، ومن تسلق وظهر بمحض الصدفة".

المصالح الشخصية

وساعده بعض المعلقين بإضافة صفات على من لا يريدون انتخابه، ومنها "من يتعامل بمنطق المناطقية والقبلية، ومن عليه فساد سواء مالي أو وظيفي أو أخلاقي، ومن استغل انعقاد المؤتمر وحاول تشويه بعض الشخوص لأغراض انتخابية".

وكذلك "من يبيعنا الشعارات الوطنية وهو لا يطبقها ويبعد أبناءه عن تطبيقها، ومن لا يدعم ولا يطبق كافة الخيارات التي نصت عليها حركة فتح من أجل التحرر والاستقلال، ولا موقف له ولا رؤية وطنية أو تنظيمية".

وفي ختامه، وجه سؤالا للمشاركين في المؤتمر، قائلا: "لو كان الانتماء لحركة فتح والتي قامت على أسس ثورية ونضالية تهدف للكفاح والنضال من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة والاستقلال، هذا يعني أن للنضال فواتير ثمينة سيدفعها من ينتمي للحركة ويعمل على تطبيق الأهداف، هل سنرى هذا التزاحم على باب مؤتمرها؟؟

البعض يتعامل وللأسف مع مؤتمر الحركة كبرستيج أو كمدخل شخصي قد يستفيد منه!!".

غائبون وحاضرون

وفي السياق ذاته، كتب أحدهم رسالة إلى أعضاء المؤتمر، قال فيها: "لننتخب جيلا شابا قادرا على العطاء وإعادة الهيبة للحركة.. وعلينا أن نحكّم ضمائرنا ونعود للخلف ونقرأ ماذا فعل أعضاء اللجنة المركزية السابقون... من منهم يستحق أن يعود فلننتخبه ومن لا يستحق عليه المغادرة".

وتابع "منهم حتى اللحظة لم يخرج بزيارة من رام الله إلى أي محافظة أخرى، وحتى الأخوة والأخوات في الثوري وخاصة من دخلوا بالواسطة أخذوا المسمى ونسوا المهمة.. فأنتم ممثلون الهيئات التنظيمية في محافظاتكم وليس في رام الله.. ضميركم في صوتكم"

وشاركه فتحاوي آخر، قائلا: "لا تجددوا البيعة لأحد من الثوري والمركزية لأكثر من دورة حتى لا يستمر الفشل وتتحول البيعة إلى زواج كاثوليكي لا ينتهي إلا بالموت.. موت الشعب في هذه الحالة لأنهم يصبحوا محصنين ضد الموت".

ادعموا المعلمين

نصائح أخرى وتوصيات، نشرها رئيس المكتب الحركي للمعلمين بسام نعيم إلى المؤتمرين في رام الله، قائلا: "إن أي حركة بدون رافد متجدد ومتنامي حتماُ ستنحصر وستتآكل وتنتهي... وأن تجدد حركة فتح ونمائها وتمددها يعتمد على قدرتها على التأثير بالأجيال الصاعدة والأشبال والزهرات من الطلبة في المدارس والجامعات".

وأضاف "الذراع الأكثر تأثيرا في هذا المد المتعاظم هم المعلمون الذين يكونون على احتكاك مباشر وتأثير يومي من خلال رسالتهم التعليمية والتربوية، فيؤثرون في ثقافة الطلاب وسلوكهم ووعيهم.. ونظرا لأهمية قطاع المعلمين الواسع ودوره المحوري في تأطير الأجيال وإشرافه بشكل مباشر على الانتخابات العامة فإن هذا يتطلب اهتماما مميزا بقطاع المعلمين من خلال التأطير والإعداد والتدريب والدعم المادي والمعنوي والوقوف معهم في تحقيق مطالبهم العادلة والقانونية المشروعة ومساندتهم في خطواتهم النقابية العادلة".

أمنيات!!

الأسير المحرر الفتحاوي عمر عفانة من نابلس، خاطب المتوجهين للمؤتمر بقوله: "ارفعوا هاماتكم عاليا ولا تنحازوا لمن اغتال الحركة ومناضليها.. فيكم ومنكم ومعكم طابور طويل من البواسل والماجدات،، فتح أمانة في أعناقكم، وصوتكم يقرر مستقبلها،، راجعوا سيرة كل عضو ودققوا في تفاصيلها ولا تغركم شعارات بعضهم، فكل منكم لديه مخزون نضالي طويل يؤهله معرفة دائرته، فالقاعدون يراهنون عليكم وعلى مصداقيتكم في تكريس حركة فتح بمفهوم نضالي ووطني".

كما وجه حديثه لمن تم إقصاؤهم عن المشاركة رغم أحقيتهم بذلك، قائلا: "أما أنتم أيها القاعدون فلا تغضبوا.. إقصائكم لن يقلل من أهمية حضوركم وتاريخكم النضالي المشرف الذي ترك بصمة لن يمحها الزمان مهما تقلبت رجالاته.. ولدنا ونشأنا على سيرتكم وتعلمنا منكم نبذ آلاءنا بمعانيها الجميلة البريئة.. فربما سيأتي يوم تحمدون الله أنكم لستم شركاء في مرحلة ستلفظها الأجيال وتحاسب من تسبب فيها.. وعضوية الحركة تُؤخذ ولا تُعطى... فأنتم من أخذتم مكانتكم بفعلكم النضالي المشرف ولم يعطكم أياه أحد".

خدوا دوركم

وشاركه الرأي كذلك الصحفي رومل السويطي مراسل صحيفة "الحياة الجديدة" بقوله: "قلت مرارا وتكرارا إن حركة فتح يجب أن تكون أقوى مما كانت عليه في السابق، ورغم أنني لست عضوا في هذه الحركة -ولا في غيرها-، ورغم وعورة الطريق وتعقيدات المرحلة وكثرة "المتطفلين"، أدعو كل أعضاء المؤتمر السابع أن يكون لهم دور مميز وطليعي وفاعل في هذا السياق، وخاصة لمواجهة سياسة الاحتلال المتعجرفة، ما يتطلب من حركة انطلقت في سبيل إنهاء الاحتلال كهدف أساس، وترفع وتيرة المواجهة وسقف المطالب الوطنية وكل ما من شأنه إنهاء الانقسام البغيض وكنس الفاسدين، تمهيدا لاجتثاث الاحتلال".

#ذاهبون للمؤتمر#

ولم تخلُ صفحات "الفيسبوك"، من البعض الذين دافعوا عن المؤتمر بكل قوتهم.. ورأوا فيه "إنجازا وطنيا واستحقاقا حركيا هاما".

كتب أحدهم "مؤتمرنا الحركي في فتح للملمة المبعثرين هنا وهناك وضم وإحياء الغافلين عن الحركة.. وتصحيح فكر بعض أبناء حركتنا بأنها سيدة نفسها.. ومؤتمرنا سيد نفسه، وليس كما يدعي بعض المتسلقين والمتآمرين على الحركة وعلى الشعب وعلى القضية الوطنية".

وأضاف "نعم ذاهبون للمؤتمر مهما كانت العراقيل والمؤامرات التي تخلق الشرخ في الحركة التي تخلق الفتنة في الوطن.. وعلى الجميع أن يتذكر أنها فتح الحركة العملاقة هي أول الثورة وأول مشروع نضالي وسياسي في الوطن الحبيب.. هي الحركة التي خرجت الرجال والثوار والأبطال، وكلنا خرجنا من فتح ونحن وأبنائها وسنحافظ عليها، وعلى رئيسنا محمود عباس".