يواصل الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم لليوم التاسع عشر على التوالي ، للضغط على إدارة مصلحة السجون لتحقيق مطالبهم الإنسانية المحرومين منها منذ سنوات. وقال المحرر مازن النحال ، إن الأسرى لا يطلبون من وراء إضرابهم شيئا خاصا بهم ، كتلفاز مثلا أو جريدة ، إنما يدافعون عن كرامة مهانة بفعل سياسة الاحتلال التعسفية بحق السجون. وأوضح في تصريح لفلسطين الآن عندما يطبق "الكشف العاري" على أقارب الأسير"ذكورا وإناثا" عند القدوم لزيارته ، هذه إهانة ليس للأسير وحسب إنما لنا جميعا " ، مضيفا "ومن هنا الأسرى يخوضون معركة الدفاع عن كرامتنا". وأشار النحال إلى أن "هناك أسرى معزولون انفراديا منذ أكثر من عشر سنوات في زنزانة لا تتسع لأكثر من فرد ، لا تصلح للاستخدام الآدمي ، واصفا "الزنزانة بأنها أشبه " بالقبر". وأكد أن من "واجبنا نصرتهم والعمل على تخفيف معاناتهم وليس أمام الأسرى من سلاح إلا أمعاءهم الخاوية". وشدد الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار ، على ضرورة تقديم كل أشكال الدعم لقضية الأسرى العادلة والوقوف إلى جانب ذويهم في هذه المعركة التي قد تفقدنا أسير في أي لحظة. وعد فعاليات التضامن وخيم الاعتصام لها مردود ايجابي على الأسير وعائلته ، لافتا إلى أن الأهل يفرحون عندما يرون الناس تلتف من حولهم وهذا ينعكس إيجابا على الأسير عندما تصله الأخبار. [color=red]اصرار وسط العاصفة[/color] ويصر الأسرى على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق جميع مطالبهم العادلة ، والتوصل إلى استجابة حقيقية من مصلحة السجون على جميع الطلبات المقدمة وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الانفرادي ، رافضين "أنصاف الحلول ". وأكد مدير مركز أحرار للأسرى والدراسات فؤاد الخفش أن الأسرى لديهم مطالب محددة سلمت لمصلحة السجون ولن يفكوا إضرابهم إلا بالاستجابة لجميع مطالبهم، مشددا على أنها مطالب إنسانية بحتة كفلتها الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية. وقال "الأسرى لم يضربوا عن الطعام من أجل أن تزيد لهم مصلحة السجون بعض قنوات الأفلام والموسيقى كما ادعت, معتبراً أن تقديم مثل هذه العروض بزيادة عدد القنوات التلفازية التي لا يتابعها الأسرى ولا يهتمون بها يعد استخفاف بعذابات الأسرى وجراحاتهم . وبين الخفش أن رقعة الإضراب تتسع يوما بعض يوم، وأن عدد المضربين تجاوز 3000 أسير، وسط هجمة شرسة من قبل مصلحة السجون. و علم المركز الحقوقي أن حملة تنقلات كبيرة أقدمت عليها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى في سجني شطه وجلبوع، مشيراً إلى أنه تم توزيع جميع أسرى سجن ايشل السبعة المضربون للسجون . وأوضح أن مصلحة السجون فرضت غرامات مالية على الأسرى المضربين وصلت إلى170 شيكل على كل أسير مضرب عن الطعام, إلى جانب الحرمان من الزيارة لمدة شهر، والحرمان من إرسال رسائل للأهل لمدة شهر. و "حاولت مصلحة السجون إجبار الأسرى المضربين عن الطعام الوقوف على العدد بالقوة لكنهم أصروا على موقفهم فما كان من الإدارة سوى التراجع عن استخدام القوة مع المضربين خوفاً من حدوث مواجهة حتمية ، حسب ما أفاد المركز الحقوقي. [color=red]محاولات يائسة لشق الصف[/color] وحذر أن مصلحة السجون تسعى لشق صف الحركة الأسيرة من خلالها جلوسها مع قيادات في السجون لها وزن واعتبار ولكنها ليست قيادة الإضراب ، مشيرا إلى محاولات لاستمالة أسرى من الجبهة الشعبية لفك إضرابهم، وأسرى آخرون لعدم الدخول في الإضراب ، مقابل تحسين ظروف سجن دون سجن آخر، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل. ونبه المركز الحقوقي إلى خطورة الوضع الصحي للأسير هاني أبو السباع"40عام" من مدينة الخليل والذي قد يفقده حاسة السمع بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج المناسب له . وأوضح أحرار أن الأسير يعاني من وجود حصى في الكلى والتهابات حادة في جسمه ويعاني من كسر فيقدمه اليسرى بسبب ما تعرض له من تعذيب أثناء التحقيق. وفضت مصلحة السجون أيضا تقديم العلاج لمجموعة من الأسرى المرضى المضربين عن الطعام ، قبل تناول وجبة طعام تكون محضرة في العيادة, الأمر الذي رفضه الأسرى ورفضوا أن يكون العلاج مقابل فك الإضراب . واستخدمت مصلحة" السجون الإسرائيلية" أسلوب جديد تمثل في وضع طعام للأسرى المضربين داخل الزنازين التي يتم إدخال الأسرى لهم ليقوم الأسير بتناول هذه الوجبات، الأمر الذي رفضه الأسرى وقاموا بإخراج الطعام من داخل الزنازين حسب ما أفاد مركز أحرار.