27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
26.91°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة26.91°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

من قصص أبطال الإضراب..

خبر: بلال ذياب.. رجل عنيد صلب لا يستسلم

هي تجربته الثانية في السجون، ورغم قصر مدتها مقارنة بالتجربة الأولى التي امتدت لسبع سنوات متواصلة، إلا أنها هذه المرة لها طعم مختلف. فهو يخوض معركة من نوع فريد، يقاسي إضافة لاعتقاله وسجنه من جوع قاتل ومن استنكاف طوعي عن تناول الطعام والشراب من أكثر من 68 يوما، ليجبر الاحتلال على فك قيده وإنهاء مأساته المتمثلة بالاعتقال الإداري دون تهمة تذكر. إنه الأسير بلال ذياب ابن السابعة والعشرين ربيعا، من قرية كفر راعي جنوبي جنين. قصته لا تختلف كثيرا عن قصص المجاهدين القابعين خلف القضبان. فقد وقع في الأسر عام 2003 بتهمة مقاومة الاحتلال، ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، قضاها صابرا محتسبا. رأى النور نهاية عام 2010، وما كاد يعيد حساباته وينظم شؤونه، حتى اختطفته خفافيش الظلام من جديد، قبل أقل من عام على تحرره، وتحديدا أوائل أغسطس/ آب 2011، ليحول فورا للاعتقال الإداري مدة ستة أشهر، ثم مددت الفترة ستة أشهر إضافية "وهو ما دعاه للإضراب عن الطعام". فمن سجن النقب بدأ بلال إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد تجديد سلطات الاحتلال اعتقاله الإداري، حيث كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه في شباط 2012، الأمر الذي رفضه بلال وقرر مقاومته بالأمعاء الخاوية. والدته المسنة الحاجة مسعدة يؤلمها ما يمر به "آخر العنقود" لعائلتها المكونة من 13 فردا.. رغم أنها اكتوت قبل ذلك باعتقالات سابقة مست ستة من أبنائها دفعة واحدة.. فولدها بسام قضى في السجون 6 سنوات، واعتقل الاحتلال بعدها شقيقه عصام وحكم عليه بالسجن مدة عامين.. إلا ابنها عزام (34 عاما) القابع في معتقل عسقلان والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، اعتقل عام 2001، دخل السجن ولم يخرج حتى الآن. ومع هذا، لا يقلقها اليوم إلا وضع نجلها الصغير في ظل تدهور صحته بشكل كبير. بلال الذي فقد والده منذ كان عمره 8 أشهر، عاش في المنزل نحو 16 عاما فقط، وما تبقى من حياته قضاها في سجون الاحتلال. [title]قصة بلال[/title] تقول الحاجة مسعدة التي التقيناها في خيمة الاعتصام المقامة أمام باحة منزلهم في قريتهم الوادعة -كفر راعي- "بدأت رحلة ابني مع الأسر وهو في سن المراهقة.. اعتقل في 2003 مع شقيقه بسام واقتيدا لمركز التحقيق استمر أكثر من شهرين بتهمة التخطيط لتفجير عبوة ناسفة في جيب عسكري وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات". المسنة مسعدة التي تبدو بنيتها الجسدية ضعيفة، تمتاز بقدرة جيدة على التواصل مع الإعلام والحديث بعفوية عن معاناة أسرتها التي لم تجتمع منذ سنوات طويلة.. تشرح عن ذلك بقولها "لا يغمض لي جفن، طوال الليل في قلق، أنام بجانب التلفاز، أصحو في الليل وأشعله لأعرف أي خبر عن وضع بلال الصحي، ثم أعاود للنوم، ومن ثم أصحو. أكرر العملية حتى ساعات الفجر الأولى، وحينما يمتلكني اليأس أصلي وأبتهل إلى الله بالدعاء". رغم جلدها وصبرها وتجربتها مع الاعتقالات والسجون، إلا إن قلب الأم لا يقوى على فراق الأحبة والأولاد ويبقى منشغلا بهم في حلهم وترحالهم، فكيف بمن يجابه الموت ولا يعد يقوى على الوقوف والحركة!!.. كيف لها أن تأكل وتنام، ونجلها حبيس غرفة ضيقة لا يرى نور الشمس إلا نادرا!!. عن ذلك تقول :"أدخل للمطبخ لإعداد الطعام لأبنائي، وما أن أتذكر بلال حتى أبكي بحرقة عليه.. كيف تسمح لي نفسي أن أتناول طعاما وهو يتلوى جوعا وعطشا من أجل حريته.. أسرح في مخيلتي وأرسم صورة لوجهه النحيل وجسده المتعب.. أحتسب ذلك عند الله وأصمت". [title]تفتقده دوما[/title] شقيقة عصام يقول إن أخيه بلال :"اتصل بهم قبل بدء الإضراب بثلاثة أيام، وأخبرهم بنيته الإضراب عن الطعام، خاصة بعد رفض الاستئناف وتثبيت الاعتقال الإداري الثاني".. حاولنا منعه خوفا على حياته، لكن رده كان مفاجئا،، فقال لنا: "26 عاما نأكل ونشرب ماذا حصدنا؟"، وطلب منّا ألا نقلق عليه". ويضيف "كما ترى حال أمي، إن جاء أحد إلى خيمة الاعتصام تخرج له وتبدأ بشرح قصة بلال، ولا تكل ولا تمل أبدا.. وتكرر ذات الكلام لكل شخص يحضر.. وما إن تخلو بنفسها حتى تعود لتتمترس خلف شاشة التلفاز، أو أمام الإذاعات المحلية علها تسمع خبرا عن أخينا". مصادر معلومات الحاجة مسعدة لا تقتصر على وسائل الإعلام، فهي تحفظ رقم محمول المحامي الخاص بابنها عن ظهر قلب، فتتصل به يوميا أكثر من مرة، لتسأل عن حاله وصحته، وماذا فعل المحامي مع المحكمة، وهل قدم استئنافا أم لا!!. [title]رجل عنيد[/title] وعن صفات بلال، يقول عنه شقيقه همام إنه :"رجل عنيد ولا يستسلم ولا يتراجع عن قرار اتخذه وهو صاحب عقيدة ومبدأ.. ويتابع :"لديه قدرة عالية على التضحية والتحمل، ونحن لا نتوقع منه الاستسلام، وقد أرسل لنا أكثر من مرة أنه اتخذ هذا القرار المصيري بعدما وصل تعالي السجان إلى عدم الجدوى". وأضاف "نحن نعد الأيام وهو يواجه خطر الموت، وإدارات السجون الصهيونية تتجاهل معاناته.. ويبدو أنهم يعالجون أمره بأسلوب الموت البطيء من جهة، ويساومونه على الإبعاد مقابل إطلاق سراحه من جهة أخرى، لكنه يرفض بشدة، مصرا على العودة لبيته في القرية".