قال المحرر القيادي في كتائب القسام "حسام بدران" إنه مطمئن لوضع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني من ناحية :"حجم الإصرار الذي عليه الأسرى المضربون حتى تحقيق كامل مطالبهم". وأوضح في حديث خاص مع "فلسطين الآن" أن أصعب مراحل الإضراب تتمثل دوماً في الخطوة الأولى وهي الاتفاق على موعد الانطلاق؛ لأن هذا يخضع للكثير من الاجتهادات. وأضاف "أما وقد مر على معركة الأمعاء الخاوية نحو 20 يوما، فقد أربك المضربون إدارة السجون التي بدأت تبحث عن حلول، ما يدل على تخبطها وعشوائية قراراتها". ونوه القيادي إلى أن حالات الإضراب الفردية التي تجاوز بعضها الشهرين تبقى نموذجا يحتذى للإخوة المضربين، مشيرا إلى أن الوضع يسير لصالح الأسرى رغم الصعوبات التي تحيط بخطوتهم. وعن تفاصيل الإضراب، أشار بدران إلى أنه وقبل خوض أي إضراب جماعي يتم الاتفاق مسبقا على اللجنة المكلفة بالحوار والتفاوض مع إدارة السجون، وهذه اللجنة تكون معلومة للأسرى وللإدارة التي غالبا ما تعزلهم عن بقية إخوانهم للضغط عليهم ثم تضطر للتفاوض معهم لاحقا. وأضاف "مع ذلك تحاول الإدارة فتح قنوات بديلة مع الأسرى في سجن أخر، أو مع بعض الشخصيات المعروفة من أجل تفكيك وحدة الأسرى. وتابع "الغريب هذه المرة أنها حاولت الحديث مع إخوة غير مضربين، وهو أمر مرفوض بكل المقاييس. فلا يخفى علينا أن البعض كان يعارض الإضراب لأسباب عديدة، ولا أستبعد أن يكون هؤلاء معنيون بإفشال الإضراب، لأن نجاحه سيكشف فشل نهجهم السياسي من جهة، وعلى مستوى إدارة المعركة مع السجان". وبخصوص التحركات الشعبية، فهو يراها متصاعدة، "لكنها تبدو ضعيفة في الضفة الغربية، التي تعد خاصرة الاحتلال الضعيفة التي تؤثر عليه أكثر من غيرها، مرجعا السبب إلى أن السلطة الفلسطينية معنية بتحركات شكلية ورمزية تحت سيطرتها. وأضاف "لكن هذا ليس عذرا للناس، إذ بالإمكان زيادة التحرك والعمل واستغلال كل فرصة للتضامن مع الأسرى، ولا ينبغي الاكتفاء بالعمل تحت سقف منخفض". ووجه القيادي القسامي رسالة إلى حركة حماس التي هو جزء منها ومن قيادتها، مشيرا إلى أنها قدمت الكثير للأسرى، وكانت ولا زالت كذلك، غير أن المطلوب منها يبقى أكبر لأن الأمل معقود عليها كونا حركة مقاومة مشهود لها. وتابع "إذا تواصل الإضراب أكثر، فإن على حماس أن تتخذ قرارا واضحا بنصرة الأسرى عبر عمل مقاوم مدروس وموزون ومؤثر، لأن الحفاظ على كرامة الأسرى يحتاج إلى فعل مقاوم على الأرض تماما كما هو الحال فيما يتعلق بحريتهم التي لن تتم إلا بأسر الجنود ومبادلتهم مع أسرانا الكرام".